احتفت مواقع التواصل الاجتماعي بالهجمات التي استهدفت قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي اعتبرها نشطاء دليلا على احتفاظ المقاومة بقدراتها القتالية والتنظيمية.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عن تنفيذ العديد من العمليات النوعية ضد قوات الاحتلال في عدد من مناطق القطاع.
ووفقا لحلقة 2025/5/5 من برنامج “شبكات”، فقد كان آخر هذه العمليات الكمين المركب الذي نفذته بالقرب من مسجد الزهراء في حي الجنينة شرقي مدينة رفح، وأوقعت فيه عددا من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وجرى تنفيذ الكمين على 3 مراحل في نفس المنطقة حيث تم استدراج قوة هندسة إسرائيلية إلى موقع الكمين واشتبك معها مقاتلو القسام من المسافة صفر. ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، تنتمي هذه القوة لوحدة النخبة “ياهالام”، المتخصصة في تفكيك الألغام.
بعد ذلك، تقدم بعض الجنود نحو عين نفق مفخخة مسبقا، ففجرها مقاتلو القسام، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، ثم استهدفوا دبابتين إسرائيليتين بقذائف “الياسين 105”.
وفي العملية الثانية، فجرت القسام منزلا مفخخا بقوة إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم. بعدها فجَّروا عبوة مضادة للأفراد بقوة إسرائيلية راجلة من 6 جنود، وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
اعتراف واحتفاء
واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة 4 آخرين في الكمين، ليرتفع عدد القتلى في صفوفه منذ استئناف الحرب على غزة قبل شهرين، إلى 6 عسكريين بين ضابط وجندي.
وتفاعلت منصات التواصل مع كمين الجنينة الذي اعتبره نشطاء دليلا على بقاء القوة التنظيمية والعسكرية لها، وأيضا على ذكائها في تنفيذ العمليات.
فقد كتبت ديما حلواني: “من عين النفق إلى فخ البيت، الموت كان ينتظرهم في كل زاوية، 3 ضربات نوعية متقنة نفذها رجال المقاومة خلال ساعات، فحولت حي الجنينة شرق رفح إلى كابوس لا ينسى”.
كما كتبت مايا رحال: “كمائن مركبة معقدة وعقد قتالية وحرب عصابات هذا ما تفعله فصائل المقاومة في غزة بجيش الاحتلال الذي لا يقهر”، معتبرة أن هذا “يثبت أن المقاومة لم تنهر قدراتها العسكرية وبنيتها التقنية والتنظيمية وأنها قادرة على القتال لسنوات”.
أما عادل سعيد، فقال إن “رجال القسام أدوا ما عليهم سنة ونصف من القتال مع عدو مجهز تكنولوجيا، فهذه بطولة مشرفة”، في حين قال جابر: “3 عمليات في يوم واحد ونفس المنطقة، ضد المشاة والدبابات والنخب”.
وأضاف “خطط ذكية وتكتيك محترف ومجاهدون يملكون من الإرادة والجرأة ما يعجز عنه جيش كامل رغم ظروف المعركة القاسية”.
بدوره، علَّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على مقتل الضابط والجندي في كمين القسام الأخير برفح، قائلا إنه سيحقق الانتصار الكامل في غزة.
وأضاف أن قواته تخوض قتالا عنيفا في غزة، مضيفا “ثمة قتال عنيف في غزة وقد فقدنا اليوم جنديين، ونركز جهودنا في مهمتين الأولى هي إعادة المخطوفين، والثانية إخضاع حركة حماس، وهو أمر لا نتنازل عنه”.
وختم نتنياهو حديثه بالقول “لم ننه الحرب بعد، وسنحقق الانتصار الكامل في غزة، ولن نتنازل عن ذلك، وسنفعل ذلك بجيش موحد وقوي وجنود حازمين”.