صنعت وزيرتان من أصل مغربي الحدث في أوروبا، الجمعة، في قضيتين لافتتين؛ استقالة وزيرة الدولة الهولندية نورا أشهبار من الحكومة احتجاجا على تصريحات عنصرية بينما وجهت السلطات الفرنسية اتهامات بالفساد لوزيرة الثقافة رشيدة داتي.
ورغم هذه الأحداث التي أثارت الجدل في الدولتين، تبقى نورا أشهبار ورشيدة داتي من المغربيات القليلات اللواتي نجحن في كسر الحواجز وفي الوصول إلى مناصب قيادية في الحكومات الأوروبية.
نورا أشهبار
تسببت استقالة أشهبار في أزمة سياسية في هولندا في الساعات الماضية، وكادت تطيح بالائتلاف اليميني الحاكم، الذي ما يزال يواجه تداعيات أحداث العنف التي وقعت الأسبوع الماضي بأمستردام بعد انتهاء مباراة جمعت فريق أجاكس أمستردام بنادي “مكابي حيفا” الإسرائيلي.
واحتجت أشهبار، المولودة بالمغرب والمنتمية لحزب العقد الاجتماعي الجديد (وسطي) على تصريحات خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في الائتلاف الحكومي، أكد فيها أن الضالعين في الهجمات على المشجعين الإسرائيليين “جميعهم من المسلمين”، وأن “معظمهم من المغاربة”.
وقالت وسائل إعلام محلية إن أشهبار (42 عاما) لم ترقها تصريحات زملائها في الحكومة واعتبرتها عنصرية تجاه المهاجرين.
ويصل مجموع المهاجرين المغاربة المقيمين في هولندا إلى حوالي 415 ألف مغربي، معظمهم يحملون الجنسية الهولندية، كما يتقلد الكثير منهم مناصب قيادية في عدد من الدوائر الحكومية.
وتعد أشهبار المولودة بسيدي سليمان بالمغرب (شرق العاصمة الرباط) في يونيو عام 1982، واحدة من هؤلاء، إذ بصمت على مسار مهني حافل في العشرين سنة الأخيرة.
وشغلت منصب المدعي العام في محكمة مقاطعة لاهاي (غرب) من أكتوبر عام 2014 إلى يوليو الماضي، كما عملت بالموازاة مع ذلك مساعدة قاضية بين عامي 2020 و2021، واشتهرت بحنكتها في معالجة قضايا اللجوء والإرهاب والمخدرات.
انضمت أشهبار لحزب العقد الاجتماعي الجديد عام 2023، وتولت في يوليو منصب وزيرة الدولة في الحكومة الهولندية اليمينية مكلفة بالمالية والضرائب.
رشيدة داتي
قالت وسائل إعلام فرنسية، الجمعة، إن مكتب المدعي العام الفرنسي المتخصص في الجرائم المالية طلب محاكمة الرئيس السابق لشركة “نيسان”، كارلوس غصن، ووزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي بتهم تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ.
ويشتبه في تلقي داتي، المغربية الأصل، (58 عاما) 900 ألف يورو من شركة تابعة لتحالف “رينو نيسان” خلال فترة عملها كنائبة بالبرلمان الأوروبي بين عامي 2009 و2019، وتعتقد السلطات الفرنسية أن داتي تلقت تلك الأموال نظير دفعاها عن مصالح التحالف.
ولدت داتي في نوفمبر عام 1965 في منطقة “سان ريمي” الفرنسية. من أب مغربي كان يشتغل في البناء وأم جزائرية، وترعرت في كنف أسرة فقيرة من 12 فردا.
بعدما فشلت رشيدة داتي في تجاوز السنة الأولى من دراستها الجامعية في الطب، توجهت نحو الجامعة وحازت شهادة باكالوريوس ثم شهادة ماجستير في إدارة الأعمال.
دخلت السياسية من بوابة الحزب الجمهوري بفضل شبكة علاقاتها وقربها من الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي. في سنة 2007، عينت ناطقة رسمية في حملة ساركوزي وعاد ليكافئها بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بوضعها على رأس وزارة العدل الفرنسية.
وفي عام 2009 انتخبت نائبة في البرلمان الأوروبي عن الحزب الشعبي الأوروبي وبقيت في المنصب إلى عام 2019.
محليا، شغلت السياسية ذات الأصول المغربية منصب عمدة الدائرة السابعة في باريس وبقيت في المنصب أيضا إلى حدود يناير من هذا العام بعد تعيينها وزيرة للثقافة في حكومة غابرييل أتال.
نجاة فالو بلقاسم
من أب مغربي وأم جزائرية. ولدت نجاة في أكتوبر 1977 وعاشت طفولتها إلى حدود سن السادسة بشمال المغرب، وتحديدا في منطقة بني شيكر بإقليم الناظور. بعد ذلك انتقلت مع أسرتها إلى فرنسا.
بعد مشوار دراسي متميز بمعهد باريس للعلوم السياسية، التحقت نجاة بالحزب الاشتراكي عام 2002 وهناك بدأ مشوارها السياسي والذي عادت لتقطف ثماره بعد 10 سنوات.
عينت وزيرة لحقوق المرأة والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة، ثم وزيرة لحقوق المرأة والمدينة والشباب والرياضة، ووزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، ثالث أكبر وزارة فرنسية، كأول امرأة تتولى هذه الحقيبة في تاريخ الجمهورية.
مريم كثير
كانت مريم كثير وزكية الخطابي من بين 20 عضوا شكلوا الحكومة الفيدرالية البلجيكية برئاسة ألكسندر دو كرو، عام 2020، في سابقة تاريخية للجالية المغربية المقيمة بهذا البلد الأوروبي.
أسندت لكثير (44 عاما) حقيبة وزارة العدل وسياسة المدن، فيما تولت الخطابي (48 عاما) منصب وزارة البيئة والمناخ.
وتنحدر الوزيرتان من المغرب، وأثار نجاحهما حينها الكثير من الإعجاب في بلجيكا والمغرب.
بدأت كثير مسارها الوظيفي عاملة بسيطة بمصنع لفورد في مدينة جينك عام 1999. وفي عام 2006 انتخبت عضوة في المجلس البلدي لمدينتها ماسميخلن، ثم نجحت عام 2007 في الوصول إلى مجلس النواب.
زكية الخطابي
ولدت زكية الخطابي بضاحية سان جوس بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وتعد من بين أشهر المدافعين عن البيئة في هذا البلد الأوروبي.
انضمت الخطابي لحزب الخضر في سن الـ18، وراكمت تجارب في محاربة العنصرية والتمييز وفي الدفاع عن المهاجرين والنساء من خلال عملها في عدد من المنظمات الحقوقية والمدنية.
وفي عام 2009 انتخب الخطابي عضوا في مجلس الشيوخ البلجيكي ثم بمجلس النواب عام 2014، ثم انتخبت عاما بعد ذلك رئيسة لحزب “إيكولو” البيئي، لتكون بذلك أول سيدة مسلمة مغاربية وشرق أوسطية تقود حزبا سياسيا في بلجيكا.
المصدر: الحرة