مع غرة ذي القعدة، يغادر أطول شهر –كما يراه البعض–، ف”شوال” اقترن بتقلبات المزاج، والاكتئاب الموسمي، والانتقال من روحانية رمضان إلى روتين حياة سريعة، يحاول معها الجسد التكيّف مع نمط يومي مختلف، من السهر إلى نظام نوم ليلي، ومن سكون العبادات إلى صخب العودة للعمل والدراسة.
هذا التحول يحمل آثاراً نفسية وجسدية، ويغمر البعض الشعور بالخمول وتذبذب الصحة، إلى جانب حنين عميق لأجواء رمضان واجتماعات العيد، ويزداد وقع التغيير مع مغادرة القرى –أو كما يُطلق عليها بالعامية “الديرة”- إلى المدن، حيث الزحام والمنبهات وضغوط الحياة اليومية.
فخلال السنوات الأخيرة، أصبح شوال مادة خصبة للمحتوى الساخر، إذ يُوصف بطول أيامه وثقل ساعاته، رغم أن الواقع غير ذلك، لكن الصورة الذهنية ومواقع التواصل كرّست هذا الانطباع، خاصة مع اضطراب النوم واعتماد البعض على مكملات وأدوية لتنظيمه.
واليوم، مع بداية ذي القعدة، يبدأ الكثير مرحلة جديدة من التهيئة النفسية، ترقباً لموسم الحج وأجواء الاستقرار الصيفي، ويبقى شوال، بكل تقلباته، علامة فارقة بين خفّة الروح وثقل العودة حاملاً ذكريات رمضان والعيد.