من “النترتة” إلى بروتين التذكر.. دراسة تكشف السبب الأساسي لفقدان الذاكرة لدى كبار السن

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

اكتشف الباحثون بكلية الطب في جامعة كولورادو أنشوتز، عملية رئيسية قد تفسر سبب ضعف أو فقدان ذاكرتنا وقدرتنا على التعلم مع تقدمنا في العمر.

وحسب تقرير على موقع مجلة “نورويدج” العلمية، يركز هذا الاكتشاف على بروتين في الدماغ يطلق عليه “CaMKII”، وهو البروتين المتخصص في تذكر الأشياء وتعلم مهارات جديدة.

وفي الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة “Science Signaling” العلمية؛ أظهَرَ العلماء أن التغييرات في بروتين “CaMKII”، هي التي تتسبب في مشاكل الذاكرة التي تأتي عادةً مع الشيخوخة.

عملية “النترتة” وتوفير أكسيد النيتريك

ومن أجل الدراسة، استخدم الباحثون الفئران لفهم كيف تؤثر التغييرات في بروتين “CaMKII”، على التغييرات في الدماغ.

وخلال الدراسة، اكتشف الباحثون عملية كيميائية تُجرَى في الدماغ، يطلق عليها “النترتة- S-nitrosylation”، والتي توفر للدماغ الكمية المطلوبة من أكسيد النيتريك، ويساعد أكسيد النيتريك البروتينات، ومنها بروتين “CaMKII” على القيام بوظيفته كما ينبغي، فيقوم الدماغ بعمليات تذكر الأشياء وتعلم مهارات جديدة.

من “النترتة” إلى بروتين التذكر والتعلم “CaMKII”

ووجد الباحثون شيئًا مثيرًا للاهتمام؛ فمع تقدم الفئران والبشر في العمر، تصبح عملية “النترتة- S-nitrosylation” ضعيفة وأقل فعالية؛ وبالتالي تنخفض مستويات مادة أكسيد النيتريك في الجسم والدماغ، ويقل إمداد بروتين التذكر والتعلم “CaMKII” بأكسيد النيتريك؛ مما يتسبب في ضعف الذاكرة وانخفاض القدرة على التعلم عند الشيخوخة.

فعندما يكون هناك كمية أقل من أكسيد النيتريك، لا تعمل البروتينات مثل “CaMKII” كما ينبغي؛ مما يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة والتعلم.

وأوضح البروفيسور “أولي باير”، أحد كبار مؤلفي الدراسة، أن هذا الانخفاض في “النترتة” كافٍ للتسبب في نفس النوع من التدهور المعرفي الذي يحدث مع الشيخوخة الطبيعية؛ فيصبح الدماغ أقل مرونة، وتقل قدرته على تكوين وتقوية الروابط بين خلايا الدماغ أو ما يُعرف باللدونة المشبكية.

البحث يفتح الطريق لعلاج ضعف الذاكرة

وحسب التقرير؛ فإن الجزء المثير في هذا البحث هو إمكانية وجود أدوية وطرق جديدة لعلاج ضعف الذاكرة؛ حيث يعتقد فريق البحث أنه إذا تَمَكن العلماء من إيجاد طريقة لاستعادة النترتة في أدمغة كبار السن؛ فقد يتمكنون من منع أو إبطاء مشاكل الذاكرة وضعف التعلم.

ويمكن أن تشمل طرق العلاج، إنتاج عقاقير تستهدف بروتين “CaMKII”، أو تساعد في الحفاظ على مستويات مناسبة من “النترتة”.

وبحسب البروفيسور “باير”؛ فإن هذا النهج ليس لعلاج الحالات الخطيرة مثل مرض ألزهايمر؛ ولكنه قد يساعد في علاج التدهور الطبيعي للذاكرة الذي يحدث مع تقدمنا في العمر.

الخطوة التالية للباحثين

والخطوة التالية للباحثين، هي استكشاف كيفية تطوير هذه العلاجات. وقال “باير”: نعلم أن بروتين “CaMKII” يمكن استهدافه، ونعتقد أنه يمكن القيام بذلك باستخدام الأدوية”.

وهذا يعني أنهم متفائلون بشأن ابتكار أدوية لمساعدة الناس على الحفاظ على صحة دماغية أفضل مع تقدمهم في السن.

وحسب تقرير “نورويدج”، تفتح هذه الدراسة الرائدة الباب أمام إمكانيات مثيرة للحفاظ على الصحة الإدراكية؛ ففي حين أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود؛ فإن فكرة أننا قد نتخذ يومًا ما خطوات للحفاظ على ذاكرتنا وقدراتنا على التعلم حتى سن الشيخوخة، هي تطور واعد للجميع.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *