من “الكساد الكبير” إلى “كوفيد-19”.. هل تعيد حرب الرسوم الجمركية كوابيس الماضي مجددًا؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

أحدثت رسوم “ترامب” الجمركية التي فرضتها واشنطن على الواردات من معظم بلدان العالم، واستدعت ردًّا صينيًّا بزيادة التعريفات الجمركية على البضائع الأمريكية، زلزالاً مدويًّا في البورصة في عدد من دول العالم، مُحققة خسائر تاريخية، أعادت إلى الأذهان اضطرابات وانقلابات سابقة في سوق البورصة العالمية.

وسجّلت البورصة في آسيا وأوروبا انخفاضات كبيرة في أعقاب تبادُل واشنطن وبكين القرارات النارية في حرب الرسوم التجارية.

وتخبرنا الأرقام بأن أحداثًا مختلفة عبر التاريخ تسببت في انهيارات مماثلة أشد أو أخف وطأة للبورصة العالمية.

– جائحة (كوفيد-19) 2020

بعد نحو يوم من إعلان منظمة الصحة العالمية وباء كورونا (كوفيد-19) في مارس 2020، واتخاذ معظم بلدان العالم تدابير احترازية وقائية، أدت إلى الإغلاق الكامل، انهارت البورصة بصورة مدوية؛ إذ انخفضت بورصة باريس بنسبة 12%، ومدريد بنسبة 14%، وميلانو بنسبة 17%، كما انخفضت بورصة لندن بنسبة 11%، ونيويورك بنسبة 10%، في أسوأ انخفاض لها منذ عام 1987.

وتوالت الانخفاضات خلال الأيام التالية؛ إذ انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية بأكثر من 12%.

– الأزمة المالية العالمية 2008

في عام 2008 انهارت الأسواق المالية أو البورصة بعد أن أطلق عليها أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة.

وتعود أسباب الأزمة المالية إلى منح البنوك الأمريكية قروضًا عقارية عالية المخاطر لأشخاص ذوي وضع مالي متعثر، ثم بيعها كاستثمارات؛ ما أدى إلى طفرة عقارية. وعندما عجز المقترضون عن سداد قروضهم العقارية فَقَد الملايين منازلهم، وانهارت سوق الأسهم، وانهار النظام المصرفي.

ومن يناير إلى أكتوبر من ذلك العام انخفضت البورصة في العالم بنسبة تتراوح بين 30 و50%.

– فقاعة دوت كوم 2000

مع بداية الألفية الجديدة انكمشت ما أطلق عليها فقاعة التكنولوجيا؛ وذلك بعد قيام الكثير من المستثمرين المغامرين بضخ أموال في شركات ناشئة غير مستقرة؛ ما أدى إلى فقدهم أموالهم؛ وبالتالي حدثت انهيارات في البورصة حول العالم، وأفلست الكثير من شركات الإنترنت الناشئة.

– الاثنين الأسود 1987

على خلفية عجز كبير في الميزان التجاري الأمريكي، وعجز في الميزانية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة، انهارت أسواق البورصة في وول ستريت في 19 أكتوبر 1987، وتفشت حالة من الذعر في الأسواق العالمية فيما عُرف بالاثنين الأسود بعد أن فقد مؤشر داو جونز 22.6%.

– الكساد الكبير 1929

استيقظ العالم قبل نحو قرن، وتحديدًا في صباح يوم 24 أكتوبر من عام 1929، على انهيار دراماتيكي لبورصة وول ستريت، فيما عُرف باسم “الخميس الأسود”؛ ما تسبب في خسارة مؤشر داو جونز أكثر من 22% من قيمته في بداية التداول.

وعلى الرغم من استعادة البورصة معظم خسائرها خلال اليوم إلا أن الانهيار الفادح تواصل في الأيام التالية؛ ليمثل مقدمات فترة الكساد الكبير في الولايات المتحدة وعدد من دول العالم، واستمرت آثارها السلبية إلى بداية الأربعينيات من القرن الماضي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *