لطالما كانت مايا هاريس، شقيقة كامالا هاريس، تعمل خلف الكواليس، إلا أن ظهورها الأخير على المنصة خلال اليوم الأخير من مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو في 22 أغسطس (آب) الماضي كان لحظة فارقة. ارتدت مايا فستانًا ورديًا زاهيًا وألقت خطابًا مؤثرًا عن عائلتهما، استحضرت فيه والدتهما، شيامالا، العالمة الهندية المهاجرة التي توفيت عام 2009، مشيرة إلى تأثيرها العميق على حياتهما. قالت مايا: “كانت والدتنا تعلم أننا نصنع تاريخنا بأنفسنا”.
اللحظة التي طال انتظارها جاءت عندما تم الإعلان عن ترشيح كامالا هاريس رسميًا لمنصب الرئاسة، وسط تشجيع حشد بلغ 50 ألف شخص. بالنسبة لمايا، كان هذا تتويجًا لعقود من دعم أختها ومساعدتها في مسيرتها السياسية، منذ أن كانت تساندها في بداياتها.
منذ سنوات طفولتهما في مونتريال، وحتى قيادة مايا لحملة “كامالا” الأولى لمنصب المدعي العام في سان فرانسيسكو عام 2003، كانت العلاقة بين الأختين متينة، وشكلت مايا عنصرًا أساسيًا في نجاح كامالا. لقد كانت دائمًا المستشارة السرية التي تقدم النصائح التي قد يخشى الآخرون تقديمها.
سجل حافل
بجانب مسيرتها السياسية، تمتلك مايا سجلاً حافلاً في مجال الحقوق المدنية. كأصغر عميد لكلية حقوق في الولايات المتحدة، ثم كنائبة رئيس مؤسسة فورد، حيث قادت جهودًا لتعزيز حقوق الأقليات. كما أنها تركت بصمة بارزة خلال دورها كمستشارة رئيسية لحملة هيلاري كلينتون الرئاسية عام 2016.
اليوم، تستعد مايا للوقوف إلى جانب أختها في معركة جديدة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة، وتواصل دورها الحيوي في توحيد الحزب الديمقراطي خلف كامالا، متحدية كل الصعاب والتحديات.
واصلت مايا هاريس في دعم أختها كامالا، متسلحة بخبرتها السياسية وشبكة علاقاتها القوية التي بنتها على مر السنين. فبعد انسحاب كامالا من السباق الرئاسي في 2019 بسبب نقص التمويل، لم تستسلم مايا، بل عادت بقوة إلى المشهد السياسي عندما تم اختيار كامالا كنائبة للمرشح الرئاسي جو بايدن. ساعدت مايا في توحيد صفوف الحزب الديمقراطي، مشيرة إلى أهمية تواصل الأختين وثقتهما المتبادلة.
حضور التأثير
وعلى الرغم من أنها لم تشغل منصبًا رسميًا في حملة بايدن-هاريس، إلا أن تأثير مايا ظل حاضرًا، من خلال دعمها الاستراتيجي لأختها ومشاركتها الفعّالة في تحالفات الجناح التقدمي للحزب. دورها في إدارة الحملات والسياسات يعكس التشابه مع العلاقة القوية بين روبرت كينيدي وشقيقه الرئيس الراحل جون كينيدي، حيث أصبحت مايا تعرف بلقب “بوبي كينيدي الخاص بكامالا”.
على الصعيد الشخصي، توازن مايا بين دورها السياسي وحياتها العائلية. فهي زوجة لتوني ويست وأم وجدة تفخر بعائلتها، كما أنها تمثل ركيزة أساسية لأختها في الأوقات الصعبة والناجحة على حد سواء.
مع اقتراب الانتخابات المقبلة، تعرف مايا أن التحديات التي تواجهها كامالا هاريس ليست سهلة، خصوصًا في مواجهة خصم سياسي قوي مثل دونالد ترامب. ومع ذلك، تؤكد مايا استعدادها الكامل لخوض المعركة حتى النهاية، مشجعة كل من حولها على الانخراط بشكل شخصي وفعّال في الحملة من خلال التواصل المباشر مع الناخبين.
قالت مايا في حديث لها مع مجلة “بيبول”: “نعلم أن أمامنا طريقًا طويلاً، لكنني أؤمن بقدرة كامالا على إحداث تغيير حقيقي”. وتابعت: “الآن هو الوقت الذي يحتاج فيه الناس إلى فهم من هي كامالا حقًا ولماذا يستحقون الثقة بها”.
بالنسبة لمايا، المعركة الانتخابية ليست مجرد تحدٍ سياسي، بل هي فرصة للدفاع عن القيم والمبادئ التي تربت عليها مع أختها في بيئة مليئة بالتنوع الثقافي والفرص المتساوية. ومع استمرار الأختين هاريس في رحلتهما المشتركة، يبدو أن الطريق نحو البيت الأبيض قد يكون مليئًا بالتحديات، لكنه بالتأكيد مليء بالأمل والإصرار.