استعادت محطة القطار المركزية في ميشيغان، التي كانت لعقود رمزا لتراجع ديترويت، رونقها من جديد، بعد عملية ترميم وتجديد ضخمة، استمرت ست سنوات بتكلفة ملايين الدولارات.
وأصبح الهيكل الضخم في حي كوركتاون في المدينة الآن موطنا لشركة فورد موتورز، التي تكفلت بإعادة المبنى إلى الحياة مجددا.
ومن المتوقع أن ينتقل أول مستأجر للمبنى، وهو برنامج تعليم علوم الحاسوب Code Next Detroit التابع لشركة غوغل، بحلول أواخر يونيو، بينما ستشمل احتفالات الافتتاح الكبرى حفلا موسيقيا في الهواء الطلق، الخميس.
وقال ساندي بارواه، رئيس الغرفة الإقليمية في ديترويت ورئيسها التنفيذي: “محطة القطار.. ربما تكون أقوى قصة في ميشيغان حول قوة التجديد التاريخي”. وتابع مؤكدا أن “تحويل شيء كان سيئا إلى شيء جذاب للغاية، عمل جبار”.
وكانت جهود الترميم ضخمة “مثل حجم المبنى الذي يعود تاريخه إلى أكثر من قرن من الزمان”، وفق تعبير وكالة أسوشيتد برس.
عمل ضخم
قضى أكثر من 3100 عامل حوالي 1.7 مليون ساعة عمل في المحطة والأماكن العامة المحيطة بها، بينما تم ترميم 29000 بلاطة من بلاط غوستافينو في القاعة الكبرى.
وتم وضع 13.8 مليون كيلومتر من الجص الجديد عبر السقف الذي تبلغ مساحته 1951 مترا مربعا.
كما تم ترميم أو تكرار 8 ملايين طوبة و 2138 مترا مربعا من الأرضيات الرخامية و8361 مترًا مربعًا من الجص الزخرفي.
These photos show the before-and-after of Michigan Central Station after the six-year restoration project. https://t.co/mo0oDVrvDs
— WXYZ Detroit (@wxyzdetroit) June 3, 2024
إلى ذلك، تم ضخ 13.2 مليون لتر من المياه من الطابق السفلي، وتركيب 482 كيلومترًا) من الكابلات الكهربائية والأسلاك و 9كيلومترات من السباكة.
وكان بيل فورد، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات وحفيد مؤسسها الأسطوري هنري فورد، قال لوكالة أسوشيتد برس العام الماضي “كنت آمل دائمًا أن يكون هذا المشروع حافزًا لتحريك المدينة وصناعتنا معًا نحو المستقبل”.
وتابع “لقد استغرقنا وقتًا طويلاً للوصول إلى هنا، والكثير من العمل الشاق والكثير من الدم والعرق والدموع للوصول إلى هذه النقطة”.
تاريخ مشرق
يعكس تاريخ محطة القطار ثروات المدينة خلال أوجها كعاصمة للسيارات في العالم ومصائب لاحقة حيث فر آلاف من عمال السيارات وغيرهم من السكان من ديترويت للعيش في الضواحي.
وبدأت شركة ميشيغان المركزية للسكك الحديدية في شراء الأراضي حوالي عام 1908 في كوركتاون، أقدم حي في المدينة، لبناء محطة القطار الجديدة، وفقًا لموقع HistoricDetroit.org.
وتم افتتاح المبنى في أواخر عام 1913. ولكن مع إفساح المجال للسفر جوًا، ومع اختيار مزيد من الأميركيين استخدام الطرق السريعة في البلاد، انخفضت أعداد الأشخاص القادمين عبر وسط ميشيغان بشكل مطرد.
Nothing makes me happier than a once gorgeous train station like Michigan Central returning to its former glory. Here’s hoping we can breathe new life into our passenger rail systems too. pic.twitter.com/IN9Pcdz0DZ
— Hayden Clarkin (@the_transit_guy) June 3, 2024
وانسحب آخر قطار في عام 1988 وبعد سنوات من تعرض المبنى للإهمال والهجر، أصبح وجهة للمغامرين والفضوليين الذين يبحثون عن مثل هذه الأماكن.
وعانت المباني الأخرى في ديترويت، وخاصة المصانع، من نفس المصير أو ما شابه ذلك، ولكن نظرًا لحجم ميشيغان سنترال، فقد أصبحت رمزًا لتدهور المدينة.