تشاركُ مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في المعرض المصاحب لملتقى الدرعية الدولي (24) بعنوان : (ذاكرة المطايا) الذي يقام خلال الفترة ما بين 6 – 15 ديسمبر الجاري الذي يقام بمطل البجيري بالدرعية، حيث تشارك المكتبة بعرض مجموعة من الصور من ألبوم زيارة الأميرة البريطانية أليس كونتس إثلون حفيدة الملكة فيكتوريا للمملكة العربية السعودية عام 1938م، إذ قامت بتوثيق رحلتها، التي استغرقت ثلاثة أسابيع، بتصوير وقائع الرحلة، ومجموعة من الأماكن السعودية، بصور نادرة تبلغ (324) صورة، لم تنشر من قبل، باللونين الأبيض والأسود، وتشكِّل هذه المجموعة النادرة من الصور أهمية تاريخية، تشهد على عمق الروابط التاريخية بين المملكة وبريطانيا.
كما تشارك المكتبة بعرض عدد من العملات العربية والإسلامية، منتقاة من مجموعات نادرة تبلغ (8100) قطعة نقدية من الذهب والفضة والمعادن الأخرى، تغطي جميع الفترات الإسلامية لتصل التغطية الزمنية إلى أربعة عشر قرنًا أو أكثر منذ عهود الإسلام المبكرة إلى الوقت الحاضر، فضلًا عن التغطية الجغرافية الكبيرة لتشمل: الهند، وأواسط آسيا شرقًا، إلى المغرب والأندلس غربًا، ومن بلاد القوقاز شمالًا إلى اليمن وعمان جنوبًا.
وقد عدّ بعض المتخصصين هذه المقتنيات من أهم المجموعات المحفوظة في المملكة العربية السعودية وأكثرها تميزًا، حيث يعود تاريخها إلى العصور الأموية والعباسية والأندلسية والفاطمية والأيوبية والأتابكية والسلجوقية والمملوكية، ومن دول المشرق الإسلامي ودول المغرب العربي وحتى العصر العثماني، بالإضافة إلى ذلك تعرض المكتبة عددًا من الوثائق والمخطوطات الهامة عن الدرعية.
يذكر أن ملتقى الدرعية الدولي هو حدث سنوي يحتفي بتاريخ الدرعية العريق وثرواتها الثقافية والاجتماعية، ويشجع الفكر المبتكر، ويحثّ على تعزيز التعاون ما بين الخبرات المختلفة، وهو بمثابة منصة لاستكشاف وتبادل المعارف، حيث يعدّ المعرض المصاحب للملتقى عبارة عن فعالية سنوية لاستقطاب جمهور أكبر، وتقديم تجربة غنية بالتفاعل والمتعة، ويقدم المعرض من خلال الصور الفوتوغرافية الأرشيفية والمقتنيات النادرة، لمحة عن تاريخ وثقافة منطقة غنية بالتراث مع التركيز على أهمية الحفاظ على إرث الدرعية وتاريخ وسط الجزيرة العربية.
وتشارك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في مختلف المناسبات الثقافية والوطنية بعرض مجموعات نادرة من مقتنياتها من المخطوطات والصور والوثائق والمسكوكات العربية والإسلامية والكتب والمصاحف النادرة، وكتب الرحالة الذين جابوا الجزيرة العربية في القرون الماضية، ممن قامت المكتبة بترجمة أعمالهم، وذلك من أجل تعزيز البعد الثقافي لهذه المعارض والمناسبات، والتأكيد على قيم التواصل العلمي والبحثي مع المعنيين والدارسين والباحثين من زوار هذه المعارض .