مقرب من بريغوجين: حادث تحطم الطائرة يظهر أن لا أحد في مأمن

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

قال أحد المقربين من زعيم مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، إن حادث تحطم الطائرة الذي أودى بحياة رئيس المرتزقة واثنين من كبار مساعديه الشهر الماضي ربما كان بمثابة ضربة داخلية، مما يدل على أنه “لا يمكن الوثوق بأحد (في القيادة الروسية)”، وأن لا أحد في مأمن كذلك.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن ماكسيم شوغالي، كان واحدا من المتنفذين الموثوق بهم لدى بريغوجين، وهو أول عضو في دائرته الداخلية يتحدث علنا عن احتمال تورط الحكومة في حادث 23 أغسطس الذي أودى بحياة جميع الركاب العشرة وطاقم الطائرة. وقالت إن هناك بعض الأشخاص من النخبة الروسية مقتنعون بأن عملية الاغتيال كانت بأمر من الكرملين. ونفت السلطات الروسية بشدة أي دور لها في الحادث.

ويعتقد محللون غربيون أنه من المرجح أن يكون الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو الذي أمر بقتل بريغوجين انتقاما للتمرد الذي قاده حليفه السابق في يونيو ضد وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة الجنرال، فاليري غيراسيموف. ويعتقد البعض أن فرصة السيطرة على إمبراطورية بريغوجين التجارية المربحة التي توفر المرتزقة والخدمات الأخرى في مناطق متعددة كانت دافعا.

وتظهر تعليقات شوغالي على تيليغرام، الخميس، بعد أكثر من أسبوعين على الحادث، الغضب والسخرية المستمرين بين القوميين الروس المؤيدين للحرب والمقربين من بريغوجين بسبب وفاته.

وهي تسلط الضوء أيضا على الانقسامات المستمرة بين النخبة الروسية بشأن إدارة الحرب التي حطمت سمعة البلاد العسكرية، وأضرت باقتصادها وقوضت من سلطتها العالمية، دون أي فائدة واضحة أو نهاية في الأفق، وفقا للصحيفة.

وقاتل مرتزقة فاغنر إلى جانب القوات الروسية النظامية في أوكرانيا، حيث كانوا مسؤولين عن تحقيق مكاسب رئيسية. لكن بريغوجين، الذي كان قريبا من بوتين، اختلف مع القادة العسكريين بشأن الاستراتيجية. وبعد أسابيع من انتقاد شويغو وغيراسيموف، قاد قواته في تحرك نحو موسكو في 23 يونيو. وأسقط مقاتلو فاغنر مروحيات روسية، وقتلوا جنودا روس واحتلوا منشآت عسكرية روسية.

وألغى بريغوجين التمرد في صفقة مع بوتين توسط فيها الزعيم البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، والتي سمحت للمرتزقة بالانتقال إلى قاعدة في بيلاروس، أو توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية أو العودة إلى ديارهم. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في ذلك الوقت إن كلمة بوتين تضمن سلامة بريغوجين.

وكتب شوغالي، الخميس، عن احتمال أن تكون “قوى داخلية” هي التي أمرت بقتل زعيم فاغنر.

وقال “إذا كنا نتحدث عن القوى الداخلية، فهذا يعني شيئا واحدا فقط بالنسبة لي. في بلدنا، لم يعد من الممكن الوثوق بأي كلمة يقولها أي شخص على أي مستوى”.

وتابع: “ثانيًا، لا يمكن لأي شخص، مهما كانت مزاياه أو منصبه أو مكانته الاجتماعية، أن يشعر بالأمان”.

وأقر بأن الحادث ربما كان من عمل أعداء روسيا. ولكن إذا كانت هذه قوى خارجية، فإن ذلك يدل على فشل وشلل أجهزة الأمن الروسية، التي لا تستطيع حماية الأشخاص رفيعي المستوى حتى في الداخل.

وفي كلتا الحالتين، قال إنه من الواضح أن الحادث “لم يكن محض صدفة”، لأن بريغوجين واثنين من كبار قادة فاغنر كانوا معا على نفس الرحلة، “وهو ما لم يحدث من قبل”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *