قُتل جندي إسرائيلي وأصيب 8 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة -اليوم الخميس- في عملية نفّذها فلسطينيون عند حاجز عسكري قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس المحتلة، وفي حين باركت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي الهجوم، دعا وزراء إسرائيليون إلى الرد عليه.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن جهاز الإسعاف أن أحد الجنود المصابين بجروح خطيرة تُوفي متأثرا بجراحه البالغة.
وكانت إذاعة جيش الاحتلال أفادت قبل ذلك بإصابة 9 جنود بينهم 3 حالتهم حرجة، في إطلاق نار على حاجز عسكري قرب المستوطنة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها قتلت اثنين من منفذي الهجوم على عين المكان وقتلت ثالثا بعد ملاحقته، مشيرة إلى أن 3 من الإسرائيليين المصابين حالتهم خطرة.
من جهته، ذكر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أن المنفّذين؛ هم: محمد وكاظم زواهرة من قرية بيت تعمر شرقي بيت لحم (جنوبي الضفة الغربية)، وأحمد الوحش من زعترة جنوبي المحافظة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت ظهر اليوم منازل منفذي عملية حاجز الزعيم في بيت تعمر شرقي بيت لحم.
وكان مدير مكتب الجزيرة وليد العمري قال في وقت سابق اليوم -نقلا عن مصادر إسرائيلية- إن مسلحين فلسطينيين اثنين فتحا النار على حاجز عسكري قرب قرية الزعيم، مما أسفر عن إصابة 8 جنود.
وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دفعت بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة التي وقع فيها الهجوم، وأغلقت محاور الطرق هناك.
#شاهد | من موقع عملية إطلاق النـار التي وقعت قرب مستــوطنة “معاليه أدوميم” شرق القدس المحتــلة. pic.twitter.com/3ZmUDtMA6K
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 22, 2024
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن أحد منفذي العملية تعمّد الاصطدام بسيارة لافتعال حادث، وتسبب في أزمة سير خانقة، ومن ثمّ ترجّل 3 مهاجمين وفتحوا النار على المركبات بواسطة بندقيتين من طراز “إم-16” ومسدس.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد اعتُقل اثنان كانا برفقة منفذيْ عملية إطلاق النار قرب المستوطنة.
وقد دعت بلدية معاليه أدوميم سكان المستوطنة إلى البقاء في منازلهم بعد الاشتباه بوجود مسلح ثالث.
ويأتي إطلاق النار على الحاجز العسكري قرب معاليه أدوميم، بعد أيام من عملية وقعت بمستوطنة كريات ملاخي شرق أسدود، وأسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين.
“عملية بطولية”
وفي ردود الفعل الفلسطينية، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تبارك ما وصفتها بالعملية البطولية، معدّة أن هذا رد طبيعي على مجازر الاحتلال وجرائمه في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضافت الحركة أن “تغوّل الاحتلال في القدس وتخطيطه لمنع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى في رمضان، لن يحقق له أمنا”، داعية الفلسطينيين إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال والمستوطنين في كل الأراضي المحتلة بما فيها القدس.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن هذه العملية تأتي في إطار حق الشعب الفلسطيني المشروع في الدفاع عن مقدساته وأرضه.
وطالبت الحركة الشعب الفلسطيني بالاستمرار في طريق المقاومة لمواجهة مخططات الاحتلال وتسليحه المستوطنين واستهداف المسجد الأقصى واستباحة الدم الفلسطيني.
وتقول الفصائل الفلسطينية إن العمليات المسلحة في الضفة الغربية تشكل ردا على جرائم الإبادة التي ترتبكها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكثر من 4 أشهر.
أسلحة وقيود
ومن موقع العملية، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن السلطات ستستمر في منح الإسرائيليين الأسلحة لحماية أنفسهم.
ودعا بن غفير إلى تقييد حرية الفلسطينيين في التنقل ووضع الحواجز، قائلا إن ما سمّاه حق الإسرائيليين في الحياة أهم.
من جهته، وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الهجوم بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم بالخطير، وقال إن الرد عليه يجب أن يكون أمنيا حازما واستيطانيا أيضا.
وطالب سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالموافقة فورا على خطط بناء آلاف الوحدات السكنية في معاليه أدوميم، والمنطقة بأكملها.
وفي الإطار، قال وزير الثقافة ميكي زوهار إن عمليات كالتي وقعت قرب مستوطنة معاليه أدوميم، ستؤثر في قرار دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل.
وكانت سلطات الاحتلال نفّذت عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حملة اعتقالات واسعة ضد العمال الفلسطينيين من قطاع غزة.