وبينما يقول مسؤولون أمريكيون إن بايدن يتفق مع نتنياهو على أن مطلب حماس بالإفراج عن آلاف السجناء، بمن فيهم العديد من المدانين بقتل إسرائيليين، هو مبالغ فيه، يرى الرئيس الأميركي أيضا أن إسرائيل يمكن أن تظهر المزيد من المرونة بشأن هذه القضية.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن ما لا يقل عن خمس من النساء والأطفال والمسنين والجرحى الذين يمكن إطلاق سراحهم وعددهم 40 تقريبا هم من المجندات.
وحسبما ذكر موقع “أكسيوس” فإن نتنياهو أخبر بايدن خلال مكالمتهما الهاتفية يوم الأحد أنه” على عكس بعض التقارير في الصحافة الإسرائيلية “، فهو يريد الوصول لصفقة رهائن جديدة، لكنه شدد على أنه يجب أن يكون اتفاقا يمكن تمريره في الحكومة الإسرائيلية، حسبما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
وأشار نتنياهو إلى أن الاقتراح الذي وافقت عليه الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر في باريس قبل أسبوعين “كريم للغاية” لأن تل أبيب وافقت على أكثر من 10 أضعاف عدد الأيام لوقف القتال مما كانت عليه في الجزء الأول من صفقة الرهائن السابقة.
ويتضمن اقتراح باريس وقف القتال لمدة ستة أسابيع مقابل الإفراج عن نحو 40 رهينة في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.
ووفق نتنياهو فإن إسرائيل مستعدة للإفراج عن ثلاثة فلسطينيين مقابل كل رهينة إسرائيلي يفرج عنه، وهي النسبة نفسها المستخدمة في الاتفاق السابق، حسبما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
وبحسب المسؤولين فإن بايدن اتفق مع نتنياهو على أن مطلب حماس أكثر من اللازم، لكنه قال إنه نظرا لأن هذه مفاوضات، فقد تضطر إسرائيل إلى إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين بنسبة أعلى مما كانت عليه في الصفقة السابقة.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي مطلع قوله إن ” النسبة لا تزال قضية معلقة”، مضيفا أنه “لم تتم مناقشة مواقف ثابتة بشأن المكالمة من قبل أي من الزعيمين بخلاف المسارات المحتملة”.
وامتنع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق على تقرير “أكسيوس”.
والتقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز في القاهرة يوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير الموساد ديفيد برنيا ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل لمناقشة صفقة الرهائن.
ولم يتخذ نتنياهو سوى يوم الإثنين القرار النهائي بإرسال الوفد الإسرائيلي، وجاء القرار بعد أن طلب بايدن من المسؤول الإسرائيلي في مكالمتهما الهاتفية يوم الأحد إرسال وفد إلى القاهرة.
وقرر اللواء نيتسان ألون، المسؤول عن قضية الرهائن في الجيش الإسرائيلي، عدم الانضمام إلى الوفد بعد أن رفض نتنياهو منح فريق التفاوض تفويضا لتقديم أفكار جديدة، وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على الأمر.
وقالت المصادر إنه خلال المناقشات التحضيرية للرحلة إلى القاهرة، اقترح ألون مسارا معينا للمحادثات، لكن نتنياهو رفض الأفكار وأوعز للوفد بالاستماع فقط، الأمر الذي علّق عليه مسؤول إسرائيلي بارز لـ”أكسيوس” قائلا: “للاستماع فقط يكفي أذنان، لست بحاجة إلى 12”.
ومع ذلك، أرسل نتنياهو أحد مساعديه السياسيين، أوفير فالك، مع الوفد، مشيرا إلى أنه يريد ضمان تنفيذ المفاوضين لتعليماته وعدم تقديم أفكار جديدة دون موافقته، حسبما ذكرت المصادر.