أفادت مصادر فلسطينية مطلعة على مفاوضات الهدنة في غزة للجزيرة نت، أن الاتصالات بهذا الخصوص مازالت جارية، رغم مغادرة وفد الموساد الإسرائيلي للعاصمة القطرية الدوحة بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت المصادر إن الجانب الأميركي بدأ يضغط لتجديد اتفاق الهدنة الإنسانية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
ورجحت المصادر أن يكون السبب وراء ذلك، هو طلب إسرائيلي مباشر متعلق برغبة الجيش الإسرائيلي بإخلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة في غزة.
وفي اليومين الماضيين، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تنفيذ عدد كبير من الكمائن والهجمات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وتفجيرات الآليات العسكرية، وإيقاع عشرات الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح.
وفي سياق متصل، قالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن كرر امتنانه لشراكة قطر وجهودها الحاسمة في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والهدنة الإنسانية الأخيرة في غزة.
وأضافت الخارجية أن الوزير بلينكن بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني جهود تسهيل العودة الآمنة لبقية المحتجزين وزيادة المساعدات للمدنيين في غزة.
جهود قطرية
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أكد أن جهود الوساطة القطرية بشأن غزة لا تزال مستمرة.
وفي مقابلة سابقة مع الجزيرة، قال الأنصاري إن الفرق ما زالت تعمل عبر غرفة العمليات في الدوحة أو من خلال فرق الوساطة لضمان بقاء خطوط الاتصال مفتوحة. ووصف عملية التفاوض بأنها من أصعب عمليات التفاوض التي مرت بها آلية الوساطة القطرية.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن القصف الإسرائيلي على مناطق جنوب قطاع غزة يُصعّب من دخول المساعدات للقطاع.
وأوضح الأنصاري أن التحدي الأكبر يكمن في إيصال المساعدات لمناطق شمالي القطاع.
وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، انتهت هدنة إنسانية استمرت 7 أيام بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية بدعم مصري أميركي وتم خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وأوقفت الهدنة مؤقتا حربا مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّفت 15 ألفا و899 شهيدا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.