نفذ مستوطنون، اليوم الخميس، أوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك يتم خلال يوم واحد، وذلك منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أن عدد المستوطنين والمتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك -اليوم، الفترتين الصباحية والمسائية- بلغ 1679 مستوطنا.
واستنادا إلى معطيات الدائرة الفلسطينية، يعتبر عدد المقتحمين -ثالث أيام ما يسميه اليهود عيد الفصح– هو الأعلى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكرت دائرة الأوقاف أن شرطة الاحتلال منعت المصلين الفلسطينيين من البقاء في باحات المسجد الشريف عندما قام المستوطنون المتطرفون بأداء صلواتهم التلمودية. وأشارت إلى أن “المسجد الأقصى أصبح ثكنة عسكرية بعد اقتحام مئات المستوطنين له”.
من جهتها قالت محافظة القدس، وهي أعلى تمثيل فلسطيني للمدينة المقدسة، على صفحتها بموقع فيسبوك “إن مستوطنين أدوا رقصات استفزازية على أبواب المسجد الأقصى وداخل أسواق البلدة القديمة، حاملين أعلام الهيكل المزعوم”.
وأضافت أن الشرطة الإسرائيلية حولت “البلدة القديمة وأبواب الأقصى إلى ثكنة عسكرية وسط تجول عشرات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، وفي المقابل توقيف المقدسيين والتدقيق في هوياتهم”.
ومن جانب آخر، لفت مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي على صفحته بفيسبوك إلى “توقيف وفحص هويات الوافدين إلى المسجد الأقصى، وتوقيف وتفتيش طلبة المدارس في حي راس العامود ببلدة سلوان، بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين”.
وذكر المركز الحقوقي أن الشرطة الإسرائيلية أخرجت الناشط المقدسي محمد أبو الحمص من عند باب السلسلة الذي يغادر المقتحمون المسجد الأقصى من خلاله، كما ضايقت مبعدين عن المسجد حاولوا الاقتراب من أبوابه.
ونقل المركز عن المبعد خير الشيمي قوله إنه يصلي حيث يستطيع الوصول، مضيفا “منذ ليلة عيد الفصح بدأت المضايقات والملاحقات وممنوع أن نتواجد (المبعدون) داخل البلدة القديمة، اليوم أرى عشرات آلاف المستوطنين، والبلد تحول لثكنة عسكرية”.
كما أشارت المبعدة نفيسة خويص إلى “ملاحقتها وإبعادها عن أبواب الأقصى” مضيفة “يلاحقونني يوميا عند جميع الأبواب وحاولوا اعتقالي عند باب السلسلة (..) مستنفرين، يريدون أن يكون الأقصى والبلدة القديمة فقط للاحتلال والمستوطنين بدون تواجد أي مسلم”.
وكانت جهات يمينية ومؤسسات استيطانية متطرفة تطلق على نفسها “جماعات الهيكل” دعت إلى تكثيف الاقتحامات خلال أيام عيد الفصح الذي بدأ الاثنين الماضي ويستمر 7 أيام، ويعتبر من أهم وأكبر المواسم الدينية التي تستغل لانتهاك حرمة الأقصى.
وقد عززت قوات الاحتلال من وجودها ودفعت بمئات من عناصرها إلى البلدة القديمة بالقدس المحتلة لتأمين اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى. كما دعت “جماعات الهيكل” إلى تقديم قرابين الفصح في المسجد الأقصى مقابل منحة مالية.
وتتصدر دائما الدعوات لذبح القرابين في عيد الفصح جماعة “حوزريم لهار” أو “عائدون إلى جبل الهيكل” برئاسة المتطرف “رفائيل موريس” الذي ضُبط عشرات المرات يحاول إدخال الذبائح إلى داخل سور القدس أو المسجد الأقصى.
اقتحم نحو ألف مستوطن باحات المسجد الأقصى المبارك منذ صباح اليوم في ثالث أيام عيد الفصح العبري، كما أدى مستوطنون رقصات استفزازية في شوارع وأزقة البلدة القديمة، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، وسط تقييد لوصول المصلين للأقصى منذ ساعات الفجر الأولى. pic.twitter.com/sJfZZJzn7j
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 25, 2024
ورغم ضعف الاستجابة الإسرائيلية لتلك الدعوات، فإن وتيرتها اشتدت هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية قبيل عيد الفصح، حيث نجحت جماعات الهيكل على مدار السنوات الأخيرة الماضية في تطبيق العديد من الطقوس الدينية مثل النفخ في البوق وتقديم القرابين النباتية وأداء الصلوات.
ويرى أنصار تلك الجماعات أن ذبح القربان يعتبر تتويجا لتلك الطقوس ونجاحا في تثبيت التأسيس المعنوي والمادي للهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
وتصر جماعات الهيكل المتطرفة على ربط عيد الفصح، بالمسجد الأقصى المبارك، وتحشد أنصارها قبل حلوله كل عام لتنفيذ اقتحامات جماعية لساحات المسجد الشريف.
ويرمز عيد الفصح في الديانة اليهودية إلى خروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون، بقيادة النبي موسى عليه السلام، وإلى “الشكر لله” بتقديم قرابين على إنقاذهم من الفرعون، حسب تفسيرهم.