قال المحامي الدولي يوهان صوفي، مدير المكتب القانوني السابق لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة، إن هجوم إسرائيل العشوائي على السكان المدنيين يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن الهجوم الممنهج والمعمم ضد المدنيين يشكل جريمة ضد الإنسانية، وفق المحكمة الجنائية الدولية ومعاهدة روما، مؤكدا أن الإبادة الجماعية ربما لا تكون عن طريق القتل المباشر، وإنما بفرض أسلوب حياة يؤدي إلى موتهم.
واعتبر صوفي أن “الهجوم الإسرائيلي الممنهج على جميع البنى التحتية في قطاع غزة يمكن أن يشكل جريمة إبادة جماعية”، متسائلا عن السبب الذي يدفع الإسرائيليين إلى مهاجمة السكان عشوائيا.
نيّة إجرامية
وأضاف أن “ما يجري يعكس وجود نية إجرامية لدى قادة إسرائيل الذين يقولون إنهم يحاولون القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتحرير الرهائن، بينما الواقع غير ذلك تماما”.
وعن الوضع المعيشي في القطاع، قال صوفي إن الأمم المتحدة قالت إنه غير صالح للسكن منذ عام 2022، في حين أن مجموعة كبيرة جدا من اللاجئين (النازحين) يتجمعون اليوم في مساحة صغيرة جدا من القطاع.
وأكد أن التبعات الإنسانية لهذا الوضع “كارثية وغير مقبولة تماما، لأن الضعفاء -خصوصا الأطفال- يتعرضون لخطر المجاعة”، مشيرا إلى أن المشكلة ليست في نقص المساعدات، وإنما في منع إسرائيل وصولها وضغطها على مصر لمنع إدخالها أصلا.
وعن إعادة إعمار القطاع، قال صوفي إن قرار مجلس الأمن الصادر يوم 25 مارس/آذار الماضي نصّ بوضوح على وقف إطلاق النار، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل، مؤكدا أن المسؤولية الرئيسية لإصلاح ما فسد في غزة تقع على عاتق إسرائيل، لأنها دمرت أغلب القطاع.
وقال إن الولايات المتحدة أيضا عليها المشاركة في إعادة إعمار القطاع بشكل كامل وتوفير حياة إنسانية للسكان، لأنها ساعدت إسرائيل في تدميره.