يواصل المسؤولون الإسرائيليون التلويح باجتياح رفح جنوبي قطاع غزة، سواء تم التوصل لاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المفاوضات الجارية في القاهرة أم لا، رغم تحذيرات الأمم المتحدة وضغوطات الولايات المتحدة بهذا الشأن.
ويشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن هجوم على رفح ضروري للقضاء على آخر كتائب حركة حماس، مهددا بالمضي به “مع اتفاق أو من دونه” في إشارة لمباحثات القاهرة.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الجيش لن يوافق على إنهاء الحرب، وسيدخل رفح سواء تحققت الهدنة أم لم تتحقق.
من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن إبرام ما وصفها “صفقة استسلام” تنهي الحرب سيكون كارثة، وإنه يجب بدء عملية عسكرية في رفح الآن.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس انتقد التصريحات التي تقول إن عملية رفح ستتم حتى لو تحققت صفقة تبادل.
وقال غانتس إنه لم يصل رد رسمي بعد على منحى الصفقة المقترحة، وإن مجلس الحرب سيجتمع عند تسلمه الرد ويناقشه.
كما دعا الأحزاب السياسية وصناع القرار إلى التريث إلى حين صدور تحديثات رسمية، وعدم الدخول في حالة هستيريا لاعتبارات سياسية، حسب تعبيره.
وصرح القائد الأسبق للاستخبارات العسكرية عاموس يدلين -للقناة الـ12 الإسرائيلية- أن الحرب فعليا انتهت، وأن ما يجري أقل من مجرد قتال، مضيفا أن النصر في إعادة المحتجزين من غزة.
وفي وقت سابق أمس الخميس، اعتبر الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع عاموس جلعاد أن اجتياح رفح لا يضمن إعادة المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
تحذيرات
من جهة أخرى، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن إدارة الرئيس جو بايدن تواصل محادثات مع إسرائيل بشأن العملية العسكرية المحتملة في رفح التي تعارضها واشنطن.
وأضاف سوليفان -خلال جلسة نقاش نظمتها فايننشال تايمز- أن بلاده أوضحت للجانب الإسرائيلي أن هناك طريقة أفضل لهزيمة حماس في غزة بدلا من التورط في رفح، حسب تعبيره.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد صرح بأنه إذا لم تتخذ إسرائيل الخطوات الصحيحة لإجلاء المدنيين من رفح قبل أن تبدأ عملياتها، فهناك إمكانية لوقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، مشيرا إلى أن بلاده أوضحت لإسرائيل أن إجلاء المدنيين من منطقة الصراع أمر مهم قبل أي عملية.
ومن جانبها حذرت منظمات دولية من اقتحام جيش الاحتلال رفح لوجود نحو 1.4 مليون نازح فيها، مشيرة إلى أن ذلك قد يتسبب في “مذبحة” للمدنيين ويؤدي إلى توقف عمليات الإغاثة للقطاع.