قالت، سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “يو أس أيد”، إن “المجاعة تحدث بالفعل” في أجزاء من غزة، والناس في شمال القطاع يواجهونها فعليا منذ مطلع مارس، وفق ما أفادت به وسائل إعلام أميركية.
وأجابت باور بـ”نعم” على سؤال للنائب الأميركي الديمقراطي، خواكين كاسترو، في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، عما إذا “كانت المجاعة تحدث بالفعل في غزة”.
وأضافت قولها: “لا يتدفق الغذاء بكميات كافية لتجنب المجاعة الوشيكة في جنوب القطاع، وهذه الظروف تؤدي بالفعل إلى وفاة الأطفال في الشمال”.
ويشير تقرير لموقع أكسيوس إلى أن “باور أول مسؤولة أميركية تقول علنا إن المجاعة بدأت في أجزاء من غزة، الذي كان على حافة المجاعة منذ أشهر بسبب انقطاع المساعدات” بسبب حرب إسرائيل وحماس.
وتحدثت باور عن التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة التي تستند إلى التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يتحدث عن المجاعة، وأنها قد بدأت في بعض المناطق مطلع مارس وقالت “هذا هو تقيمهم، ونحن نجد أن التقييم يتمتع بالمصداقية”.
وتابعت أن معدل سوء التغذية بين أطفال شمال غزة قبل السابع من أكتوبر كان “صفر تقريبا” والآن طفل من كل ثلاثة يعاني منه، مشيرة إلى أن الوكالة الأميركية لا تستطيع تقدير عدد الأطفال المعرضين لخطر الموت بسبب سوء التغذية.
وأشارت إلى أن سوء التغذية الحاد والشديد لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بلغ 16 في المئة في يناير وأصبح 30 في المئة فبراير، ويتوقع أن يكون أسوأ بشكل ملحوظ في مارس.
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الخاص بمراقبة الجوع عالميا، في تقريره الأخير إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل، ستنتشر المجاعة في الفترة من الآن وحتى مايو، في شمال غزة حيث يحاصر القتال 300 ألف شخص.
وقال الاحتمال الأكثر ترجيحا في المراجعة إن “مستويات خطيرة للغاية من سوء التغذية الحاد والوفيات” أصبحت وشيكة بالنسبة لأكثر من ثلثي السكان في الشمال. ويتألف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من وكالات للأمم المتحدة وجماعات إغاثة دولية.
وعلقت باور حينها أن تقييم التصنيف المرحلي يمثل “مرحلة محورية مروعة” ودعت إسرائيل إلى فتح طرق برية أخرى.
السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، لم تعلق خلال مؤتمر صحفي على ما تحدثت به باور، لكنها أشارت إلى تقييم الأمم المتحدة الذي يقول إن “المجاعة وشيكة”.
والثلاثاء، قالت باور خلال جلسة للجنة الفرعية للمخصصات بمجلس الشيوخ الأميركي والتي تشرف على الإنفاق الدبلوماسي والمساعدات الخارجية الأمريكية “نشهد تحولا ملحوظا نأمل أن يستمر ويتوسع” فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية لغزة.
خطر المجاعة في غزة.. هل تكفي مساعدات الجو والبحر؟
عبر البر والجو والبحر، تتسارع العديد من الدول لإيصال المساعدات لغزة المحاصرة والتي يعيش فيه أكثر من 2.3 مليون نسمة من السكان، أصبح غالبيتهم على شفا الجوع.
وقالت إسرائيل إن 468 شاحنة مساعدات دخلت غزة الثلاثاء بعد يوم من دخول 419 شاحنة.
وهذا هو أكبر عدد من الشاحنات يدخل القطاع خلال ستة أشهر منذ بدء الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية التي انطلقت ردا على هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. لكن الأمم المتحدة تقول إن هذا العدد لا يزال أقل كثيرا من الحد الأدنى اللازم لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وقالت باور “نحن بحاجة إلى إدخال ما يزيد على 500 شاحنة يوميا”.
ويمارس الديمقراطيون على وجه الخصوص ضغوطا على الرئيس الأميركي، جو بايدن لبذل المزيد من الجهود لتخفيف حدة الظروف في غزة التي تعرضت للتدمير وتواجه خطر انتشار المجاعة والمرض على نطاق واسع بعد أن صار جميع سكانها تقريبا بلا مأوى بحسب رويترز.