مجلس النواب الأميركي يحيل وزير الهجرة للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ بهدف عزله

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

هل يكفي استهداف أميركا لميليشيات إيران في العراق وسوريا واليمن لاستعادة الردع؟ وهل توقف هذه الميليشيات هجماتها على القوات الأميركية بمجرد تصفية واشنطن لأحد زعماء هذه التنظيمات في بغداد، أو ضرب مقراتها في اليمن؟

الخبيران الأميركيان، ديفيد دي روش وديفيد داوود، ناقشا هذا الموضوع،  في برنامج “عاصمة القرار” على قناة “الحرّة”.

ديفيد دي روش هو أستاذ في “جامعة الدفاع الوطني” في العاصمة الأميركية واشنطن. وديفيد داوود هو كبير باحثين في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”. كما كانت هناك مداخلة من بغداد للباحث العراقي هاني عاشور. 

دور إيران في التصعيد حقيقي وأساسي وخبيث 

في حديثه للحرّة، يقول جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، إن “العامل الإيراني في أحداث المنطقة حقيقي، أساسي وخبيث. وهو شيء نحتاج إلى التعامل معه بطريقة واضحة ومباشرة، وسنفعل ذلك”. ويعتقد سوليفان أن “للضربات الأميركية تأثيرا جيدا في إضعاف قدرات الميليشيات على مهاجمتنا. ومع استمرارها (الضربات) سنكون قادرين على توجيه رسالة قوية حول تصميم الولايات المتحدة الثابت على الرد عندما تتعرض قواتنا لهجوم”. 

يعتقد ديفيد دي روش أن هناك “صراعا بين مطلبيين استراتيجيين هما: رغبة إدارة بايدن في استعادة الردع، وتصميمها على عدم إعطاء مبرر للتصعيد. فمن ناحية، لا يمكن لواشنطن أن تسمح بأن يصبح قتل جنود أميركيين أمراً طبيعياً يمر دون عقاب. ومن ناحية أخرى، لا تريد واشنطن أن تبالغ في الرد،  كي لا تنزلق إلى حرب مع إيران. هذه هي المعادلة الصعبة، وعلينا أن ننتظر ونرى إن كانت ستنج” واشنطن في استعادة الردع من خلالها. 

من جهته، يقول ديفيد داوود، إن “الولايات المتحدة لم تستعد الردع لإنها لم تضرب رأس الحربة، أي النظام الإيراني. هنا لا أقصد ضرب الأراضي الإيرانية بالضرورة. فالضربات الراهنة لم تردع وكلاء إيران. ولم تعِد الردع لأميركا، لأن ما حصل ليس رداً عسكرياً جدياً يُعيد الردع، خاصة بعد علم الميليشيات المُسبق بالضربات”.  

هل تؤدي الضربات الأميركية للميليشيات إلى التصعيد؟ 

يؤكد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركية، أن واشنطن “لا نريد تصعيد الصراع. وسنقوم بكل ما في وسعنا لمنع ذلك. لكن، في نفس الوقت، سندافع عن أفرادنا في أي مكان يتعرضون فيه للتهديد”. 

ويلاحظ السِناتور الديمقراطي كريس كوونز أنه “من الصعب تحقيق توزان بين توجيه رسالة لإيران ووكلائها وتجنب التصعيد في المنطقة. لكن الرئيس بايدن يريد توجيه رسالة قوية لإيران ووكلائها، بأن استمرار الضربات التي تقتل أو تلحق الأذى بأميركيين سيتم الرد عليها بحزم”.  

ويقول السِناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، إن “هوس إدارة بايدن العلني بتفادي التصعيد بأي ثمن لا يعطي سوى إشارات إلى خصومنا من المتسلطين أنه بإمكانهم أخذ ما يريدون بالقوة. يعرف حلفاؤنا أن روسيا والصين وإيران يقومون بتشكيل نظام عالمي بديل تتراجع فيه سلطة الولايات المتحدة ويتم تقسيم حلف الناتو”. 

وتحذر السِناتور الديمقراطية تامي داكورث، زملاءها “الجمهوريين  الذين يدقون طبول الحرب بشكل طائش، بأن كلفة الحرب لا تحسب فقط بالدولارات، ولكن يتم دفعها أيضا من دم الأميركيين”. وتضيف بأن الضربات الأميركية في العراق وسوريا “تبدو كمرحلة أولى في حملة قوية ومدروسة جيداً بهدف ردع مزيد من الهجمات المدعومة من إيران ضد قواتنا من دون المجازفة بتصعيد قد يقود إلى حرب طويلة” في الشرق الأوسط.  

ويلاحظ ديفيد داوود أن “الرد الأميركي انتهى دون أن تدفع الميليشات الإيرانية ثمناً كبيراً يجعلها ترتدع عن أي اعتداءات مستقبلية. فالكلام الأميركي الصارم يجب أن يترافق مع عمل صارم”. فيما يعتقد العقيد الأميركي المتقاعد ديفيد دي روش أن الرد الأميركي “مستمر ولم ينته، والموضوع يتطلب وقتاً لا سيما أن الردع هو مفهوم سياسي لا عسكري. وبإمكان واشنطن استهداف سفينة بهشاد الإيرانية، التي توفر المعلومات للميليشيات المُعتدية وتوجه الحوثيين. كذلك يمكن لواشنطن استهداف شبكات النقل الإيرانية في العراق وسوريا. فهناك تدابير أميركية تدريجية تؤدي للردع دون تصعيد”. 

دعوات لضرب النووي الإيراني والأسطول البحري وقطاع النفط 

يقول الكاتبان في موقع ذي هيل، جون ميلر وآري سيكوريل، إن الولايات المتحدة “فشلت في تحقيق الردع منذ 2021 لأنها- بعكس إسرائيل- تعتمد فقط على ضربات محدودة ضد ميليشيات إيران، دون أن تطال الحرس الثوري الإيراني مباشرةً”.

وبالتالي، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية تعالج مصدر المشكلة، إيران، لا فروعها فقط؛ ويتابع الكاتبان أن استعادة الردع تقتضي أن تقدم واشنطن على ضرب إيران مباشرة لإضعاف القدرات العسكرية للحرس الثوري، ومصالحه الاقتصادية، وقدرته على نقل الأسلحة والتدريب والمساعدة العسكرية المباشرة إلى الوكلاء. فالحل، بنظر جون ميلر وآري سيكوريل هو: “ضرب إيران مباشرةً ومنعها من الاختباء وراء وكلائها”.  

يرى مارك تشامبيون في بلومبورغ، أن”ضربات بايدن الجوية لن تنجح، وكذلك ضرب إيران”. لأن الردع لا يقتصر- برأيه- على ما تفعله الولايات المتحدة، بل على ما تفكر فيه طهران. فهاجس النظام الإيراني هو ضمان بقائه، فضلا عن طرد الولايات المتحدة من المنطقة لبسط سيطرته عليها. وبالتالي، فإنه من السذاجة الاعتقاد بأن إيران ووكلاءها لن يستمرا في استهداف القوات الأميركية. ويضيف الكاتب أن “الحرب في غزة وفرت ذريعةً لإدعاء إيران أن هذه العمليات هي من أجل دعم قضية عادلة”. وينتقد مارك تشامبيون الدعوات لضرب إيران، ويدعو في المقابل إلى “رفع عدد القوات الأميركية في سوريا والعراق، وتوجيه ضربات سيبرانية لإيران، وإنهاء الحرب في غزة لحرمان إيران من الغطاء”. 

يعتقد ديفيد دي روش أن الحرب في غزة “وفرت لإيران وضعاً ملائما لتعزيز العداء ضد أميركا الداعمة لإسرائيل”. ويدعو ديفيد داوود الإدارة الأميركية إلى اعتماد “استراتيجية مبنية على ردع إيران ونُصرة إسرائيل في حرب غزة”. 

وينتقد مايك بنس ومايك بومبيو في مقالهما في وول ستريت جورنال، سياسة بايدن تجاه إيران، ويصفانها بـ”الاسترضائية والفاشلة، لأنها لم تردع النظام الإيراني وميليشياته عن قتل جنود أميركيين، وأدت إلى حرب حماس على إسرائيل”.

ويضيف المسؤولان السابقان في إدارة ترامب، أن نظام الملالي الإيراني قطع كل غصن زيتون قدمه بايدن إليه. وبالتالي، يجب على الرئيس الأميركي أن يتبنى موقفا أكثر قوة تجاه إيران، عبر البدء في “إعادة تأسيس نموذج الردع الذي يُبقي الحرب بعيدة ، فالملالي لا يفهمون إلا لُغة القوة. وعلينا الحفاظ على سلامة جنودنا ووطننا، فقد حان الوقت لرد الضربة لإيران”، برأي نائب الرئيس ووزير الخارجية الأميركيين السابقين. 

ويرى تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن، أنه “إذا كان هدف الضربات الأميركية هو استعادة الردع، ووقف هجمات الميليشيات ضد القوات الأميركية، فإن هذه المقاربة لن تنجح، ما لم يصاحبها وقف لإطلاق النار في غزة. من دون وقف إطلاق النار، فإن استراتيجية بايدن لن تقود سوى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وربما جر الولايات المتحدة إلى حرب يسعى بايدن إلى تفاديها، كما يقول. من غير المرجح أن يهدأ أي شيء في المنطقة ما لم يتراجع التصعيد في غزة”. برأي الكاتب الأميركي- الإيراني. 

هل تنسحب القوات الأميركية من العراق؟ 

يقول بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، إن “للجيش الأميركي حق أصيل في الدفاع عن نفسه إذا تعرّض للهجوم. لقد أوضحنا مراراً  لشركائنا العراقيين،علناً وسراً، أننا سنتخذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن قواتنا. لقد قاتلنا ومتنا إلى جانب العراقيين لسنوات عديدة لمساعدتهم في الدفاع عن وطنهم”. 

وأصدرت القيادة المركزية الأميركية بياناً حول مقتل زعيم لكتائب حزب الله العراقية، تقول فيه إن قواتها “شنت ضربة أحادية الجانب في العراق، رداً على الهجمات على أفراد الخدمة الأميركية، مما أسفر عن مقتل قائد في كتائب حزب الله، المسؤول عن التخطيط المباشر للهجمات على القوات الأميركية في المنطقة. وستواصل الولايات المتحدة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أفرادها”. 

ويعتقد الكاتب والمؤرخ الأميركي إدوارد لوتواك  أن “قتل زعيم ميليشيا شيعية في بغداد لن يوقف هجمات الميليشيات الشيعية الممولة والموجهة من إيران، حتى في العراق نفسه، ناهيك عن سوريا أو اليمن. لردع هذه الميليشيات، على الولايات المتحدة أن تنتقم مباشرة من الحرس الثوري الإيراني داخل إيران. لا سيما أن النظام الإيراني يعتقد أنه يُمكن التضحية بالعرب”. 

يقول الكاتب العراقي هاني عاشور إنه بعد السابع من أكتوبر “زادت ضغوطات إيران عبر أذرعها للتدخل في المنطقة على أساس أن طهران تناصر القضية الفلسطينية. وهذا مُحرجٌ للعراق وللولايات المتحدة”.  ويُضيف الأستاذ الجامعي العراقي إن ” الحكومة العراقية غير قادرة على ضبط الميليشيات ولا التدخلات في العراق. وإن انسحاب القوات الأميركية والتحالف الدوالي من العراق يجب أن يتم وفق جدول زمني يساعد العراق على بسط سيادته على كافة أراضيه”. 

لا يتوقع ديفيد دي روش انسحاباً عسكرياً أميركيا سريعاً من العراق لأنه “من دون الوجود الأميركي القوي في العراق، سيعتمد العراقيون بشكل كامل على إيران”. 

يعتقد الكاتب الأميركي فريد كابلان أنه أمام الرئيس بايدن “مهمة حساسة، تتمثل- من ناحية- بإطلاق النار بقوة كبيرة، ليعرف الإيرانيون ووكلاؤهم بأنهم سيدفعون ثمناً باهظاً مقابل أي هجوم مميت على الأميركيين – لكن – من ناحية أخرى- كان على بايدن أيضاً أن يرد دون تصعيد الصراع . ويعني ذلك، إلحاق الضرر بأصول مهمة لطهران دون مهاجمة الأراضي الإيرانية، أو حتى، على الأقل في هذه المرحلة، قتل ضباط إيرانيين”. فهل تنجح معادلة بايدن في ردع إيران دون الإنزلاق إلى حرب إقليمية؟. 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *