يغطي العلم الإسرائيلي واجهة مقر الحكومة البريطانية، ويقول زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا إن تل أيبب على حق فيما تقوم به ضد قطاع غزة وإن تأمينها وتسليحها قضية مسلّمة لا تقبل المساومة في دوائر صنع القرار في الغرب.
لكن هذا لم يحجب الحقيقة عن رجال ينطقون بالحق في الغرب بينهم النائب الأيرلندي في البرلمان الأوروبي وناشط السلام مايكل والاس.
وبينما تحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا خنق أي صوت لا يقول “أحسنت إسرائيل صنعا”، أطل والاس من المؤسسة التشريعية الأوروبية ليقول بأعلى صوته إن إسرائيل قتلت الأطفال والنساء وانتهكت المواثيق العالمية وإن الغرب أجرم في محاباتها والتغطية عليها.
ففي كلمة بدا فيها حانقا على المنظومة السياسية الأوروبية، قال النائب الأيرلندي إن “إسرائيل قطعت الكهرباء والماء والطعام عن السجن الموجود في الهواء الطلق المسمى قطاع غزة”.
منطق مختل
ولأن الأوروبيين دائما يتحدثون عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، فضل والاس تذكيرهم بأنهم يتغاضون حاليا عن تمزيق إسرائيل لكل المواثيق والشرائع الدولية إذ تقوم “بعقاب جماعي وترتكب جرائم حرب بلغت حد الذبح العشوائي للمدنيين الأبرياء”.
ويوم الأربعاء الماضي، أقام الاتحاد الأوروبي فعالية تكريما لأرواح إسرائيليين قضوا في عملية طوفان الأقصى، لكنهم لم يتذكروا الفلسطينيين الذين قتلتهم طائرات إسرائيل وصواريخها وهم في مساكنهم ومساجدهم وحتى في مستشفياتهم.
وهذا المنطق المختل، أغضب ناشط السلام مايك والاس، وتساءل وهو يحترق ألما: “لماذا لا يُحيون ذكرى الأرواح التي قضت في كلا الجانبين”.
ثم يجيب على ألسنة الغربيين قائلا: “لأن حياة الفلسطينيين غير مهمة”.
ويلفت مدرب كرة القدم السابق إلى أن “رئيستي المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي تزوران إسرائيل اليوم”. ثم يتساءل” فهل ستزوران غزة، أم أن شعب غزة غير مهم؟
تفويض بالقتل الوحشي
إن رفض الاتحاد الأوروبي، إدانة أعمال إسرائيل “يجعلنا متواطئين”، يجهر بذاك مايك والاس الذي حذر الغرب من عواقب إعطاء إسرائيل، تفويضا للهجوم العشوائي على مواطني غزة.
النائب عن دائرة ويكسفورد الأيرلندية يطالب الاتحاد الأوروبي بأن يدعم على الفور نداء الأمم المتحدة من أجل حمل إسرائيل على احترام القانون الدولي الإنساني.
ومن أهم مبادئ القانون الدولي الإنساني التزام طرفي الحرب بالتمييز بين المدني والعسكري وكذلك التمييز بين المنشأة العسكرية والمدنية.
كذلك ينص القانون الدولي الإنساني على مبدأ “التناسب”، حيث يطلب من المقاتل أن يوازن بين الميزة العسكرية التي ستتحقق من جراء العمل العسكري وبين الاعتبارات الإنسانية الأخرى، مثل الخسائر البشرية التي قد تصيب المجتمع المحيط بالهدف العسكري.
يذكر أن كتائب عز الدين القسام وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية، تشن منذ يوم السبت الماضي عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقتلت حتى الآن أزيد من 1300 إسرائيلي وتمكنت من أسر أعداد كبيرة، وفق أرقام إسرائيلية.
ومن جانبها، ردت إسرائيل بقصف المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد في قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد نحو ألفي فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.