ماكرون وبايدن يعبران عن مخاوفهما إزاء عمليات نقل الأسلحة من إيران وكوريا الشمالية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل للحد من إراقة دماء المدنيين في حربها في غزة والتوصل لصفقة لوقف إطلاق النار، جاءت عملية انقاذ الرهائن الإسرائيليين الأربعة، السبت، لتغير هذا المسار بشكل كلي نحو الاتجاه المعاكس، وفقا لمحللين.

ومن المتوقع أن تؤدي عملية الإنقاذ الأخيرة إلى رفع الروح المعنوية في إسرائيل في وقت تطول فيه الحرب وتتعمق الانقسامات حول أفضل طريقة لإعادة الرهائن إلى الديار.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نتنياهو ضغوطا متزايدة لإنهاء القتال في غزة، ويحثه العديد من الإسرائيليين على تبني صفقة لوقف إطلاق النار والإفراج عن رهائن، لكن حلفاءه من اليمين المتطرف يهددون بإسقاط حكومته إذا فعل ذلك.

فهل تشكل عملية تحرير الرهائن ضغطا على حركة حماس لإبرام اتفاق وفي نفس الوقت دفعة لإسرائيل لمواصلة حربها ومحاولة استعادة الرهائن بالقوة؟

يقول الباحث المختص في الدراسات الأمنية والإستراتيجية عامر السبايلة إن “عملية تحرير الرهائن تعتبر مهمة في المفهوم العسكري، لإن هذا ما سعت له إسرائيل منذ البداية: تحرير الرهائن بالقوة من دون الخضوع لضغط المفاوضات”.

ويضيف السبايلة في حديث لموقع “الحرة” أن “ما جرى في السابق كان عبارة عن محاولات فاشلة، اقتصرت على تحرير جثث وعدم الوصول للرهائن والسقوط في فخ قتل رهائن”.

ويرى السبايلة أن “توقيت العملية مهم جدا لإسرائيل، وخاصة نتانياهو الذي كان من المقرر أن يواجه أزمة حقيقية تتمثل في إعلان الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس الانسحاب من الحكومة”.

وبعد الإعلان عن تحرير الرهائن، ألغى الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس مؤتمرا صحافيا كان من المقرر عقده السبت، حسبما ذكر مكتبه.

وكان غانتس، وهو قائد عسكري سابق ينتمي لتيار الوسط، قال الشهر الماضي إنه سيستقيل إذا لم يضع نتانياهو خطة لما بعد الحرب في غزة بحلول الثامن من يونيو.

كذلك اثبتت العملية، وفقا للسبايلة “قدرة الجيش الإسرائيلي على تحرير الرهائن وعدم الخضوع للمفاوضات، وهذا بحد ذاته قد يكون بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل بزيادة العنف واستخدام القوة بشكل أكبر”.

وكان الجيش الإسرائيلي وصف العملية بأنها الأكبر منذ بدء الحرب في غزة، وشملت إنقاذ أربعة رهائن تم اختطافهم في هجوم قادته حماس في 7 أكتوبر على حفل موسيقي جنوبي إسرائيل.

وقالت إسرائيل إن الرهائن الذين تم إنقاذهم هم نوعا أرغماني (25 عاما) وألموع مئير (21 عاما) وأندري كوزلوف (27 عاما) وشلومي زيف (40 عاما). 

واحتجزت حماس نحو 250 رهينة خلال هجوم 7 أكتوبر الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص. 

وأُطلق سراح حوالي نصفهم في إطار هدنة استمرت اسبوعا في نوفمبر، فيما لا يزال هناك حوالي 120 رهينة، وتم إعلان وفاة 43 منهم.

ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس مئير مصري إن الجيش الإسرائيلي أبلى بلاء حسنا وهي المرة الثالثة التي ينجح فيها في تحرير مختطفين على قيد الحياة منذ السابع من أكتوبر”.

ويضيف مصري لموقع “الحرة” أن عملية اليوم تثبت أن “تحرير الرهائن لن يتم إلا من خلال القوة وكل المحاولات البائسة والعبثية للتفاوض مع الإرهابيين لن تجدي” في إشارة منه لحركة حماس المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

ويشير مصري إلى أنه على الرغم من أن “المجتمع الإسرائيلي معني بمعاناة المختطفين وأسرهم كقضية إنسانية، إلا أنها تبدو لي هامشية إذا ما قارناها بالهدف الإستراتيجي والمحوري من الحرب وهو استئصال حماس”.

ويواجه نتانياهو احتجاجات منتظمة تطالبه بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن. وتزايدت الضغوط بعد أن استعادت القوات الإسرائيلية جثث سبعة رهائن من قطاع غزة الشهر الماضي.

واعتبر نتانياهو، السبت، أن القوات الإسرائيلية “أثبتت أن إسرائيل لا تستسلم للإرهاب وتتحرك بصورة مبتكرة وبشجاعة لا تعرف حدودا لإعادة رهائننا”.

ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بالعملية قائلا “لن نتوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم ويتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا أمر من الضروري أن يحدث”.

ويبدو أن الجهود الأخيرة للتوسط في أول وقف لإطلاق النار منذ هدنة دامت أسبوعا في نوفمبر، قد توقفت بعد أسبوع من إعلان بايدن عن “خريطة طريق” جديدة.

وأيدت قوى عالمية ودول عربية المقترح الذي قال بايدن إنه يتضمن هدنة مبدئية مدتها ستة أسابيع وتبادلا للرهائن والأسرى بالإضافة إلى تكثيف ايصال المساعدات إلى غزة.

لم ترد حماس بعد على المقترح رسميا. وأعربت إسرائيل عن انفتاحها على المناقشات لكنها تظل ملتزمة بهدف تدمير الحركة الفلسطينية. 

وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية إصرار حماس على هدنة دائمة وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وهي مطالب رفضتها إسرائيل.

ويرى السبايلة أن عملية تحرير الرهائن ستشكل ضغطا على حماس، لإنها “راهنت على تعطيل هذه الورقة وتحويلها لمادة للتفاوض”.

ويتابع أن “ما جرى اليوم هو عبارة عن كسر إسرائيلي لهذه الورقة وبالتالي اجبار حماس على التعامل مع الموضوع بطريقة مختلفة”.

ويعتقد السبايلة أن الفترة المقبلة ستشهد تعنتا إسرائيليا أكبر في موضوع المفاوضات”، مشيرا إلى أنها “فعليا استطاعت أن تحقق مبتغاها المتمثل بفكرة تحرير الرهائن بالقوة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *