ماكرون من كاليدونيا الجديدة يدعو للحوار ويتحدث عن تمرد غير مسبوق

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -اليوم الخميس، بعيد وصوله إلى كاليدونيا الجديدة– للحوار وعودة الهدوء بعد أسبوع على اندلاع اضطرابات هي الأعنف منذ عقود في هذه المستعمرة الفرنسية جنوب المحيط الهادي.

ووصل ماكرون اليوم إلى نوميا العاصمة، والتقى قادة الشرطة ومسؤولين محليين في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي أثارها مشروع تعديل دستوري سمح للفرنسيين بالتصويت بالانتخابات المحلية بعد الإقامة لمدة 10 سنوات في المقاطعة.

ويقول المعارضون -الذي يتوقع إقراره في يونيو/حزيران المقبل- إن هذا المشروع من شأنه تهميش السكان الأصليين (الكاناك) وتحويلهم إلى أقلية.

وقال ماكرون للصحفيين في مطار تونتونا الدولي في نوميا إنه يريد ضمان “عودة السلام والهدوء والأمن في أسرع وقت ممكن” مؤكدا أن التعزيزات الأمنية الفرنسية ستبقى طالما كان ذلك ضروريا.

وأضاف أنه لا ينبغي تمديد حال الطوارئ أكثر من المهلة القانونية ومدتها 12 يوما بشرط أن يدعو جميع القادة المحليين إلى رفع الحواجز، مشيرا إلى ما سماها “حركة تمرد غير مسبوقة” لم يتوقع أحد “اندلاعها بهذا المستوى من التنظيم والعنف”.

وكان رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال قال أمس إن الرئيس ماكرون سيشكل وفدا يضم 3 مسؤولين كبار سعيا للتوصل لاتفاق سياسي شامل.

واندلعت الاحتجاجات -التي وُصفت بأنها الأخطر خلال 40 عاما- قبل 9 أيام، وتخللتها أعمال عنف أسفرت حتى الآن عن مقتل 6 أشخاص بينهم شرطيان فرنسيان وإصابة مئات آخرين.

ونشرت فرنسا نحو 2700 جندي في كاليدونيا الجديدة، وقال وزير الداخلية جيرالد درمانان إن 86 شرطيا ودركيا أصيبوا واعتقل 300 شخص.

وبالإضافة إلى استقدام التعزيزات، فرضت السلطات الفرنسية تدابير استثنائية شملت حظر التجول الليلي وحظر التجمعات ونقل الأسلحة وبيع الخمور وتطبيق “تيك توك”.

من آثار أعمال العنف في العاصمة نوميا (رويترز)

تجدد العنف

وشهد الوضع الأمني تحسنا نسبيا الأيام القليلة الماضية، بيد أن بعض أحياء العاصمة التي يسكنها نحو 170 ألفا لا تزال مضطربة ولا تستطيع قوات الأمن دخولها.

وعبّر سكان في نوميا عن خشيتهم من أن تؤدي زيارة الرئيس الفرنسي إلى تجدد العنف.

وقال عضو الحكومة كريستوفر جيجيس إنه بعيد الإعلان عن زيارة ماكرون، تعرض الأرخبيل لهجوم سيبراني “غير مسبوق”.

وبحسب المفوض السامي لهذه الجمهورية لوي لو فرانك، فإن الليلة الماضية كانت هادئة بعد 9 أيام من العنف.

من جانبها، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المؤيدين للاستقلال عززوا الليلة الماضية الحواجز في بعض أنحاء نوميا، ورفعوا لافتات تقول “درمانان قاتل” في إشارة إلى وزير الداخلية الفرنسي.

وكانت أحياء في نوميا ومناطق أخرى شهدت حرائق وأعمال نهب، وفقا للسلطات المحلية التي قالت إنه من المبكر جدا تقدير حجم الأضرار.

وبينما أعلنت السلطات الفرنسية استمرار وتكثيف الانتشار الأمني، أعلن دعاة استقلال كاليدونيا الجديدة أنهم سيعززون حواجز نصبوها على الطرق بمناطق معينة، وقال الائتلاف المنظم للاحتجاجات منذ 6 أشهر إنهم سيظلون متأهبين.

ويعتزم الاستقلاليون خصوصا إغلاق تقاطع الطريقين الرئيسيين اللذين يتيحان الوصول إلى شمال الجزيرة اليوم، ولكنهم استثنوا من ذلك سيارات الإسعاف والإطفاء وإمدادات المنتجات الأساسية.

وفي المقابل، دعت شخصيات لا تدعم الاستقلال إلى مواصلة دراسة التعديل الدستوري المقترح أو تأجيله لوقف الاضطرابات.

وفي ظل المخاوف الأمنية القائمة، أعلن مطار تونتونا أنه سيبقى مغلقا أمام الرحلات التجارية حتى صباح السبت. ويُذكر أن أستراليا ونيوزيلندا قامتا بإجلاء مئات من رعاياهما من هذه المستعمرة الفرنسية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *