أزالت جامعات في ولايات أميركية خياما لطلاب معارضين للحرب في غزة، خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، بينما جدد البيت الأبيض موقف الإدارة الداعم لحرية الرأي ورفض مشاعر الكراهية.
وأوقفت الشرطة نحو 200 متظاهر مؤيد للفلسطينيين، السبت، في جامعات أميركية خلال عملية إخلاء نفذتها شرطة مكافحة الشغب، في أحدث حلقة من حركة طلابية تتسع رقعتها في أنحاء الولايات المتحدة.
وفضت إدارة جامعة جورج واشنطن، السبت، اعتصام بعض الطلبة الذين اجتمعوا في حديقة واقعة داخل الحرم الجامعي، وذلك إثر مبيتهم ليلتين في الخيم التي نصبوها الخميس.
رغم فض اعتصامهم.. طلبة جامعة جورج واشنطن يواصلون احتجاجاتهم
فضت إدارة جامعة جورج واشنطن، السبت (27 أبريل)، اعتصام بعض الطلبة الذين اجتمعوا في حديقة واقعة داخل الحرم الجامعي، وذلك إثر مبيتهم ليلتين في الخيم التي نصبوها الخميس، لكن الطلبة نصبوا خيما جديدة في الشارع المحاذي للحديقة في تحد لقرارات الجامعة.
واعتقلت الشرطة طالبا، السبت، في جامعة إلينوي أوربانا- شامبين. وقالت “أيه بي سي” إن ضباط شرطة الجامعة الذين حاولوا إزالة الخيم واجهوا مقاومة بعد ظهر يوم الجمعة من المحتجين وفقا لعميد الجامعة جون كولمان.
وقال كولمان: “شمل ذلك استخدام قطع من الخشب بالإضافة إلى أدوات وأشياء مادية أخرى لدفع الضباط إلى الخلف. لقد تصاعد هذا الوضع إلى ما هو أبعد من التعبير السلمي عن الرأي”.
وأصدرت إدارة شرطة لوس أنجلوس إشعارات تدعو الناس إلى تجنب حرم جامعة ساوث كاليفورنيا، واتخذت إجراءات تسمح بإبقاء الضباط متواجدين بعد نوبات عملهم ونقل الضباط بين الأقسام إذا كانوا بحاجة إلى ضابط إضافيين في منطقة واحدة من المدينة.
وانطلقت الحركة الطلابية قبل نحو 10 أيام من جامعة كولومبيا في نيويورك، وامتدت هذه الموجة لتشمل عددا من المؤسسات من كاليفورنيا (غرب) إلى نيو إنغلاند (شمال شرق) مرورا بجنوب البلاد ووسطها.
وبالإضافة إلى وقف إطلاق النار، يطالب المحتجون جامعاتهم بالتخارج من الشركات التي لها صلات بالجيش الإسرائيلي، ويسعون إلى إنهاء المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل إلى جانب العفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين اتخذت إجراءات تأديبية بحقهم أو طردهم بسبب الاحتجاج.
ومع اقتراب موعد الامتحانات النهائية في الأسابيع المقبلة، أغلقت بعض الجامعات أبوابها وأصدرت تعليمات للطلاب بإكمال دروسهم عبر الإنترنت.
وأغلقت جامعة ساوث كاليفورنيا حرمها الرئيسي، مساء السبت، بعد أن عمدت جماعات مؤيدة للفلسطينيين إلى إقامة مخيم مجددا بعد إخلائه في وقت سابق، وفق ما أعلنت الجامعة على منصة “أكس”.
وبدءا من الساعة 11 مساء الجمعة، بدأت شرطة الحرم الجامعي في جامعة ولاية أريزونا في تحذير مجموعة من المتظاهرين من أن تجمعهم في حديقة الخريجين “غير مصرح به”. وبعد أن رفضت المجموعة المغادرة، ألقت شرطة الحرم الجامعي القبض على 72 شخصا بتهمة التعدي على ممتلكات الغير في وقت مبكر من صباح السبت، وفقا لبيان الجامعة.
وفي حرم جامعة ولاية واشنطن في سانت لويس، اندلعت احتجاجات يوم السبت، حيث انتشر متظاهرون في الحرم الجامعي بالخيام ووجهوا دعوات لمزيد من الأشخاص للانضمام، بحسب بيان للجامعة.
وجاء في البيان: “سرعان ما اتضح من خلال أقوال وأفعال هذه المجموعة أنه لم يكن لديها نوايا حسنة. عندما بدأت المجموعة بإقامة معسكر في انتهاك لسياسة الجامعة، اتخذنا قرارا بإخبار جميع الحاضرين بضرورة المغادرة. وعندما رفضت المجموعة، اعتقلت شرطة الحرم الجامعي 80 شخصًا، من بينهم المرشحة الرئاسية لحزب الخضر جيل ستاين”.
بعد اعتقالها بـ”احتجاجات غزة”.. من هي المرشحة للرئاسة الأميركية جيل ستاين؟
سلطت حادثة اعتقال المرشحة للرئاسة الأميركية، جيل ستاين، خلال مشاركتها بمظاهرة مناهضة للحرب في غزة، الضوء على حياة هذه المرأة المهنية والاجتماعية والسياسية.
ويواجه المعتقلون اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير، ويواجه البعض اتهامات بمقاومة الاعتقال والاعتداء على ضابط شرطة، وفقا لجامعة واشنطن.
وفي جامعة إنديانا، اعتقلت شرطة الحرم الجامعي وشرطة ولاية إنديانا 23 متظاهرا، ظهر السبت. ويواجه ما يقرب من 20 شخصا تم القبض عليهم اتهامات تتراوح بين التعدي على ممتلكات الغير ومقاومة تنفيذ القانون.
وكانت جامعة ساوث كاليفورنيا أعلنت، الخميس، أن حفل تخرجها الرئيسي لن يقام هذا العام. وكتبت الجامعة في بيان: “مع تطبيق إجراءات السلامة الجديدة هذا العام، سيزداد الوقت اللازم للتعامل مع العدد الكبير من الضيوف القادمين إلى الحرم الجامعي بشكل كبير”.
وقالت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، الأحد، إنها تعتقد أن إلغاء حفل التخرج قرار “كان عليهم اتخاذه”. وأوضحت باس في تصريحات لبرنامج “حالة الاتحاد” على شبكة “سي أن أن”: “كانوا يتوقعون وصول حوالي 65 ألف شخص إلى الحرم الجامعي، ولم يشعروا أن الأمر سيكون آمنا”.
ومن المقرر أن تخرج تظاهرات متعارضة في جامعة ساوث كاليفورنيا في لوس أنجلوس، الأحد، بين مجموعات مؤيدة للفلسطينيين.
وبينما يخطط أعضاء “مركز هارييت توبمان للعدالة الاجتماعية” في لوس أنجلوس للتظاهر دعما لحق الطلاب في الاحتجاج، ستعقد مجموعة تسمى “قف معنا” مسيرة بعنوان “الوقوف لدعم الطلاب اليهود” من أجل “الوقوف ضد الكراهية ومعاداة السامية”.
تعليق رئاسي
وقد لفتت الاحتجاجات التي عمت البلاد انتباه الرئيس، جو بايدن.
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لشبكة “أيه بي سي”، الأحد: “نحن بالتأكيد نحترم الحق في الاحتجاج السلمي”. لكنه أضاف “نحن ندين تماما لغة معاداة السامية التي سمعناها مؤخرا وندين بالتأكيد كل خطاب الكراهية والتهديدات بالعنف هناك”.
وقال إن الرئيس “يفهم ويحترم” تلك الاحتجاجات، “وكما قال مرات عديدة، نحن بالتأكيد نحترم حق الاحتجاج السلمي. يجب أن يتمتع الناس بالقدرة على التعبير عن آرائهم ومشاركة وجهات نظرهم علنًا، ولكن يجب أن يكون الأمر سلميا”.
رسالة شكر من داخل القطاع
في غضون ذلك، أوردت “سي أن أن” أن عشرات الطلاب والأطفال الفلسطينيين نظموا وقفة تضامنية للتعبير عن امتنانهم للدعم الذي حصلوا عليه من الجامعات الأميركية.
وتظهر صور من مخيم الشابورة للاجئين في رفح أطفالا يحملون لافتات كتب عليها “يا طلاب جامعة كولومبيا، واصلوا الوقوف إلى جانبنا”، و”انتهاك حقنا في التعليم والحياة جريمة حرب”.
وتُظهر صور نشرتها فرانس برس لخيمة من القماش كتب عليها: “شكرا للطلبة المتضامنين مع غزة. رسالتكم وصلت لنا”.
وقال أبو يوسف، وهو طالب نازح من بيت حانون في شمال غزة، لشبكة “شي أن أن” إنه شعر أنه من الضروري أن يشكر الطلاب في الولايات المتحدة الذين “دعمونا بإنسانيتهم… تلك رسائل شكر على خيامنا، تلك الخيام التي لا تحمينا من الحر أو البرد. أقل ما يمكن أن نفعله هو أن نشكرهم. لا يمكننا كتابة رسائل الشكر هذه على جدران منازلنا لأنه ليس لدينا منازل. لقد تم تدميرهم فوق أطفالنا وشيوخنا ونسائنا”.