مئة مليار دولار.. “جزيرة الكنز” قد تتحول لساحة معركة بين أميركا والصين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

تعد جزيرة بوغانفيل، التي تتمتع بالحكم الذاتي في بابوا غينيا الجديدة وكانت تعرف سابقا بمقاطعة جزر سليمان الشمالية، كنزا من الثروات المعدنية مما جعلها ساحة صراع على النفوذ بين قوى إقليمية عدة على رأسها الولايات المتحدة والصين.

تحمل الجزيرة، الواقعة في المحيط الهادئ، اسم المستكشف الفرنسي لوي أنطوان دو بوغانفيل (1729-1811) الذي اكتشف في 1768 الجزيرة التي تقدر الثروات التي تحتويها أرضها بنحو 100 مليار دولار من الذهب والنحاس المدفون في منجم بانغونا.

أغلق منجم بانغونا عام 1988، وكان يعد أكبر منجم مفتوح للنحاس في العالم ويؤمن 40 بالمئة من صادرات بابوا غينيا الجديدة، وذلك بعد نزاع احتجاج السكان على أضرار ألحقها بالبيئة وعدم انعكاس الفوائد المادية لاستثماره عليهم.

وتؤكد شركة “بوغانفيل كوبر ليمتد” المستثمرة أنه ما زال يضم خمسة ملايين طن من النحاس واحتياطات هائلة من الذهب.

في عام 2019 أيّدت أكثرية ساحقة من الناخبين في بوغانفيل استقلال الجزيرة عن بابوا غينيا الجديدة، في خطوة تمهد الطريق لولادة أحدث دولة في العالم.

ومع ذلك ينبغي أن يصادق برلمان بابوا غينيا الجديدة على نتيجة الاستفتاء، ومن شأن التأييد الجارف لخيار الاستقلال أن يشكل قوة ضغط كبيرة على البرلمان، وهو أمر كفيل على الأرجح بإسكات أصوات النواب الرافضين لانفصال الجزيرة.

ومع ذلك لم تسفر المحادثات بين السلطات في بابوا غينيا الجديدة وسلطات بوغانفيل عن أي نتائج إيجابية حتى اللحظة، رغم مرور خمس سنوات على الخطوة.

وإذا ما مضت الجزيرة إلى النهاية على طريق الاستقلال يمكن أن تصبح محور صراع على النفوذ بين القوى الإقليمية الرئيسية في المحيط الهادىء وهي الصين وأستراليا والولايات المتحدة.

في نوفمبر الماضي أجرى رئيس بوغانفيل إسماعيل تورواما زيارة لواشنطن والتقى خلالها بأعضاء في الكونغرس، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.

حدد تورواما عام 2027 موعدا نهائيا للاستقلال الكامل عن بابوا غينيا الجديدة، وأبلغ المشرعين الأميركيين أن بلاده يمكن أن تمول حريتها من خلال إعادة فتح منجم بانغونا وتصبح حليفا قويا للولايات المتحدة. 

وأشارت الصحيفة إلى أن تورواما أخبر المشرعين أنه بحاجة إلى مساعدتهم. وأضاف أنه جاء إلى واشنطن ليلعب “بالورقة الأميركية”. 

وحذر كذلك من وجود منافسين مدعومين من بكين، وأنه يمكن أن يضطر إلى التحالف مع الصين إذا لم يتلق الدعم من الولايات المتحدة.

أبلغ تورواما الأميركيين أن وضع بوغانفيل الضعيف ومنجم بانغونا الثمين لم يفلت من اهتمام الحزب الشيوعي الصيني.

وشدد أيضا أن الصين اتخذت بالفعل خطوات للسيطرة على جزر سليمان وهي عازمة على فعل الشيء نفسه عبر جنوب المحيط الهادئ. وما لم يتمكن هو وأنصاره من المقاومة، فقد تكون بوغانفيل التالية.

زاد هذا التحذير “المشؤوم” من مخاوف المشرعين الأميركيين، الذين يشعرون بالقلق بالفعل من بكين، بحسب الصحيفة.

مع تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث أبرم البلدان مؤخرا اتفاقيات أمنية، يمكن أن تلعب التوترات في أي منطقة لصالح الصين.

مؤخرا روج وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أثناء زيارته لميناء حيوي في بابوا غينيا الجديدة لاتفاقية تجارة حرة، وأخبر رئيس البلاد جيمس مارابي أن “الصين سوف تكون شريكك الأكثر جدارة بالثقة”.

وفي وقت سابق من هذا العام، استخدم رئيسا بالاو وجزر مارشال التحذيرات من تصاعد الضغوط الصينية لتحفيز الولايات المتحدة على تقديم مساعدات بقيمة مليارات الدولارات.

بحسب الصحيفة فإن الطريق الأكثر احتمالا لنمو النفوذ الصيني يتمثل بدخول الشركات المملوكة للدولة. 

ويقول تورواما إن حكومته تحدثت مع الشركات الصينية، بينها شركة السكك الحديدية المدعومة من الدولة، بشأن الاستثمار في منجم بانغونا، لكنه يفضل العمل مع شركاء آخرين، في تلميح للولايات المتحدة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *