مأساة غزة وصراعات القارة تلقي بظلالها على انطلاق القمة الأفريقية بإثيوبيا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

بدأ قادة دول الاتحاد الأفريقي -اليوم السبت- قمة في أديس أبابا تستمر يومين، في ظل انقلابات وصراعات وأزمات سياسية تهدد بتقويض التنمية في القارة، في حين طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية القمة بـ”رفع الصوت” لوقف العدوان على غزة.

وافتتحت القمة الأفريقية الـ37 على وقع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في كلمة الافتتاح إن قرار محكمة العدل الدولية المتعلق بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل “يعد انتصارا لكل الدول المساندة للقضية الفلسطينية”.

كما أوضح فكي أن “غزة تتعرض للإبادة بشكل كامل ويحرم شعبها من كل حقوقه”، قائلا إنه “يشجب العملية الإسرائيلية التي لا شبيه لها في تاريخ الإنسانية”، قبل أن يضيف أنه “يجب أن يتمتع الشعب الفلسطيني بكامل حريته وبدولته المستقلة ذات السيادة”.

وأكد على دعم موقف جنوب أفريقيا، مطالبا بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية ووقف القتل في قطاع غزة.

وتم اختيار الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا دوريا للاتحاد الأفريقي لسنة 2024 في افتتاح القمة.

وقال الغزواني بعيد اختياره إن من حق الفلسطينيين إقامة دولتهم وعاصمتها القدس، مطالبا بوقف فوري للقتل في غزة.

وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي قال الأربعاء الماضي -خلال افتتاح اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي والذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء- إن “السودان يشتعل، والصومال لا يزال عرضة للتهديد الجهادي”، مشيرا كذلك إلى “الوضع في القرن الأفريقي الذي لا يزال يثير القلق.. والتوترات الدائمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية”، وعدم الاستقرار في ليبيا و”الخطر الإرهابي” في منطقة الساحل.

وأكد أن “تجدّد الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل وبعد الانتخابات، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب و/أو آثار تغيّر المناخ، كلّها مصادر قلق كبير للغاية بالنسبة إلينا”.

وأشار إلى أن هذه العوامل “تهدّد بشكل خطير بتقويض مؤشرات نهوض أفريقيا التي نعتزّ بها”.

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني اختير رئيسا دوريا للاتحاد الأفريقي لسنة 2024 (الفرنسية)

رفع الصوت

من جهته طالب، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، السبت، القمة الأفريقية بـ”رفع الصوت” لوقف الحرب على غزة والاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية.

وقال اشتية، في كلمته التي ألقاها في القمة نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، “فليكن صوت اتحادكم عاليا ومسموعا كما هو دائما، ويطالب بوقف فوري للقتل والعدوان الذي ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة خاصة واليوم في رفح، وكذلك في الضفة والقدس”.

ودعا اشتية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، إلى “نبذ إسرائيل دوليا وفرض العقوبات عليها بسبب خرقها القانون الدولي بشكل متعمد، لدفعها إلى وقف عدوانها وبرنامجها الاستعماري الاستيطاني”.

وأضاف أن المطلوب من العالم اليوم “الاعتراف بدولة فلسطين. دولة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، ويتبنى هذا القرار مجلس الأمن ويضع جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال من خلال إنهاء القضايا الصعبة مثل القدس واللاجئين والحدود والمياه والأسرى والمستوطنات”.

الغائبون عن القمة

وتغيب 6 من الدول الأعضاء الـ55 عن القمة بعدما تمّ تعليق عضويتها بسبب انقلابات، إذ انضمّت الغابون والنيجر عام 2023 إلى الدول المحظورة وهي مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو.

وعشية افتتاح القمة، جمع وسيط الاتحاد الأفريقي الرئيس الأنغولي جواو لورينسو عددا من رؤساء الدول الأفريقية في أديس أبابا لبحث الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بحضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي.

ويشهد شرق الكونغو الديمقراطية مجددا منذ نهاية عام 2021 نزاعا بين متمردي حركة “إم 23” المدعومة -بحسب مصادر عديدة- من الجيش الرواندي، وبين الجيش الكونغولي المدعوم بصورة خاصة من جماعات مسلّحة معروفة باسم “الوطنيون”.

وتنعقد قمة الاتحاد الأفريقي أيضا في وقت انزلقت فيه السنغال، المعروفة بأنّها واحة استقرار في القارة، في أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير/شباط الجاري نتيجة تأجيل الرئيس ماكي سال الانتخابات الرئاسية.

غير أن المحكمة الدستورية أبطلت مساء أول أمس الخميس هذا القرار، مما أسهم في تعميق الشعور بعدم اليقين، في وقت تعهّد فيه ماكي سال أمس الجمعة بتنظيم الانتخابات الرئاسية في “أسرع وقت ممكن”.

ويناقش رؤساء الدول الأعضاء خلال هذه القمة “أساليب عمل جديدة.. لتطوير موقف أفريقي” خلال اجتماعات مجموعة الـ20، بحسب المدير الإقليمي في معهد الدراسات الأمنية بول سايمون هاندي.

وبالإضافة إلى الزعماء الأفارقة، سيتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال حفل الافتتاح.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *