نيودلهي: يتجه آلاف المزارعين الهنود على الجرارات باتجاه نيودلهي في إحياء للاحتجاجات السابقة التي شهدت إغلاق الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة بالآلات الزراعية لأكثر من عام.
وتعرضت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى تراجع نادر في عام 2021 بعد حملة ناجحة قام بها المزارعون تطالبها بإلغاء القوانين الجديدة التي تحرر الأسواق الزراعية.
ويقول زعماء نقابات المزارعين إن الحكومة لم تفعل ما يكفي منذ ذلك الحين للتخفيف من معاناتهم، مما دفعهم إلى التحرك مرة أخرى إلى العاصمة لإيصال مطالبهم.
وقامت طوابير شرطة مكافحة الشغب حتى الآن بمنع تقدم الاحتجاج بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والحواجز الخرسانية، لكن المزارعين تعهدوا بالمضي قدما.
ما هو وضع الزراعة الهندية؟
إن القطاع الزراعي في الهند واسع ومضطرب، حيث يوظف أكثر من 45% من قوة العمل في البلاد ويمثل 15% من الناتج المحلي الإجمالي.
وحولت “الثورة الخضراء” في السبعينيات الهند من دولة تواجه نقصا منتظما في الغذاء إلى مصدر رئيسي للغذاء.
لكن على مدى العقود القليلة الماضية، ظلت دخول المزارع راكدة إلى حد كبير، وكان القطاع في حاجة ماسة إلى الاستثمار والتحديث.
ويملك أكثر من 85 في المائة من المزارعين أقل من هكتارين من الأراضي. أقل من واحد من كل مائة يملك أكثر من 10 هكتارات، وفقا لمسح وزارة الزراعة في الفترة 2015-2016.
وقد أدى نقص المياه والفيضانات والطقس المتقلب بشكل متزايد الناجم عن تغير المناخ، فضلا عن الديون، إلى خسائر فادحة.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 300 ألف مزارع ماتوا منتحرين منذ التسعينيات.
وقال سانديب كومار (40 عاما) لوكالة فرانس برس من الخطوط الأمامية للاحتجاج الأربعاء (14 شباط/فبراير): “نعمل لساعات طويلة في الحقول وما زلنا نكافح من أجل تغطية نفقاتنا”.
ويتمتع المزارعون في الهند بثقل سياسي بسبب أعدادهم الهائلة، حيث خيم عشرات الآلاف على مشارف دلهي في آخر احتجاج للضغط على مطالبهم.
ما هي مطالب المزارعين؟
فالهند تتمتع بالفعل بضمانات طويلة الأمد تجبر الحكومة على شراء بعض المحاصيل، بما في ذلك الأرز والقمح، عندما يهبط سعرها إلى ما دون مستوى معين في السوق المفتوحة.
المطلب الرئيسي لاتحادات المزارعين هو توسيع أسعار الدعم الدنيا هذه لتشمل جميع المحاصيل لحمايتهم من تقلبات السوق.
ووعدت حكومة مودي بالنظر في هذا الطلب بعد احتجاجات المزارعين الأخيرة في عام 2021، لكن النقابات تقول إنه لم يتم فعل أي شيء منذ ذلك الحين.
كما يريدون إسقاط التهم الجنائية الموجهة ضد زعماء النقابات خلال الاحتجاجات الأخيرة، والحصول على معاش شهري قدره 120 دولارًا أمريكيًا للمزارعين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
كما أنهم يسعون إلى تخفيف عبء الديون، وانسحاب الهند من منظمة التجارة العالمية واتفاقيات التجارة الحرة، والحصول على ضمانات باستمرار الدعم الحالي، بما في ذلك الكهرباء المجانية.