لماذا تعد حرب المدن أفضل للقوات غير النظامية؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 2 دقيقة للقراءة

تعد حروب المدن من أصعب العمليات للجيوش النظامية المهاجمة، لكن القوات غير النظامية تفضلها لما تمتلكه من ميزة المباغتة وأمور أخرى تساعدها على إبطال التكنولوجيا المتقدمة للجيش النظامي.

بيد أن هناك معضلات في هذا النوع من الحروب تواجه كلا الطرفين، ويكون العامل المؤثر فيها الفرق التكنولوجي والقوة النارية الكبيرة، إضافة إلى المسافة القريبة التي تفرضها ساحة المعركة.

وفي مقدمة المعضلات، التي استعرضها تقرير للجزيرة، معضلة تخشاها الجيوش النظامية المهاجمة في حرب المدن، وهي متعلقة بمجال الرؤية للمدرعات، حيث يتم تحييد الفارق التكنولوجي.

فعادة ما تملك المدرعات مجال رؤية محدودا وتستطيع الاشتباك مع الأهداف البعيدة في أرض مفتوحة، إلا أن المدرعات عند دخول المدينة يصبح مجال رؤيتها محدودا وبحاجة لدعم قوات مشاة.

لكن المباني تسمح للمدافع بالاختباء والاستفادة من الزوايا العمياء للدبابة ولو كانت مدعومة بكاميرات وأجهزة رصد، فالمدافع في المدينة لديها قدرة على الاقتراب إلى المدرعة لدرجة لا تستطيع فيها الدفاعات العمل من مسافة قريبة.

فلو اقترب المهاجم من دبابة بها مضاد للقذائف، فإن النظام لن يتمكن على الأغلب من صد قذيفة مطلقة من المسافة القريبة لقصر زمن الاستجابة، كما يمكن لمستهدف الدبابة مهاجمتها داخل المدينة من زوايا عدة (أعلى أو أسفل) والاقتراب منها، وهو ما لا تتيحه المساحات المفتوحة.

وفي ظل حاجة الدبابة لقوات مشاة تدعمها لتطهير مربعات تتيح لها التقدم، تبرز معضلة جديدة للقوات المدافعة، حيث تمتلك القوات المهاجمة أجهزة متقدمة كمعدات الرؤية الليلية وإمكانات الكشف عن المدافعين بالحساسات والردارات، إضافة إلى قوة نارية كبيرة.

وعادة ما تفضل قوات المشاة تسوية البناء بالأرض باستخدام الدبابات بدل الاشتباك داخل البناء، وعندها تبرز معضلة للمهاجمين، حيث يلعب الركام دورا في إعاقة تقدم الآليات، فهو يسمح بوجود فجوات لاختباء المدافعين، وليس له شكل هندسي منتظم كالأبنية يسمح بتمشيطه بشكل مدروس، كما سيعرقل سير المدرعات أو نقل مصابي الجيش المهاجم.

لذا تعتبر حرب المدن مبطلة لتكنولوجيا الجيوش المتقدمة، وتعطي أفضلية مباغتة القوات النظامية المقتحمة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *