تعد تشيلي – الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية – موطنا للثقافة الفلسطينية، وداعمة بارزة لقضيتها، وسط الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وبحسب صحيفة “غارديان” البريطانية، فإن إن “تشيلي تملك أكبر جالية فلسطينية في الشتات خارج الشرق الأوسط، والتي يصل عددها إلى 500 ألف شخص”، مما جعل دعم القضية أمرا بارزا في الدولة اللاتينية.
وعلى بعد أكثر من 12 ألف كيلومترا من غزة، تبيع المخابز البقلاوة والخبز العربي والفلافل، فيما تتكدس أرفف المتاجر بالمنتجات المستوردة من الشرق الأوسط.
وقالت دلال مرزوقة (28 عاما)، وهي فلسطينية من الجيل الثالث تعيش في تشيلي: “أود أن أقول إن هذا الدعم ينبع من التعاطف الفطري مع المعاناة الإنسانية”.
وتابعت: “لكنني أعتقد أنه من المرجح أن يكون لدى الجميع هنا صديق أو زميل من أصل فلسطيني”.
وفي وقت سابق من نوفمبر الجاري، كانت مرزوقة واحدة من آلاف الأشخاص الذين ساروا رافعين الأعلام الفلسطينية باتجاه “لا مونيدا”، القصر الرئاسي في سانتياغو، حيث أعطى الشتات صوته الكبير للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بوقف القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، وأطلقوا هتافات تحث تشيلي على “قطع جميع علاقاتها” مع إسرائيل، وفق الصحيفة.
“اتصال بالجذور”
وفي أكتوبر الماضي، قالت وزارة الخارجية التشيلية في بيان، إن تشيلي استدعت سفيرها لدى إسرائيل بسبب “انتهاكات غير مقبولة للقانون الإنساني الدولي، ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة”.
وذكرت وكالة رويترز أن رئيس تشيلي، غابرييل بوريتش، وصف تصرفات إسرائيل بأنها “تنتهك القانون الإنساني الدولي”، فيما أدان هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والتي قُتل فيها 1200 شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.
ووصف الرئيس أيضا الرد الإسرائيلي، الذي أدى حتى الآن إلى مقتل 15 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بأنه “غير متناسب”.
وقالت كريستال قسيس، وهي متظاهرة تشيلية المولد تبلغ من العمر 39 عاما، هاجر أجدادها من بيت لحم: “إنها قضية إنسانية وليست وطنية”.
وفي حديثها لصحيفة “غارديان”، قالت: “لقد انضم إلينا الكثير من الأشخاص الذين ليست لهم أي صلة بفلسطين، للمطالبة بالعدالة”.
يذكر أن ما لا يقل عن 6 ملايين فلسطيني يعيشون كلاجئين أو مهاجرين خارج أراضيهم. وأبرز الشتات خارج منطقة الشرق الأوسط موجود في تشيلي، لكن هناك مجموعات كبيرة منهم في أميركا الوسطى، خاصة في هندوراس والسلفادور.
وامتنعت الدول الثلاث عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 على تقسيم فلسطين، وتعترف تشيلي بفلسطين كدولة منذ عام 2011.
وفي ملعبهم المكتظ في لا سيستيرنا، إحدى ضواحي سانتياغو الجنوبية، يلعب نادي ديبورتيفو بالستينو، وهو فريق كرة قدم أسسه مهاجرون فلسطينيون منذ أكثر من قرن من الزمان، في دوري الدرجة الأولى في تشيلي بألوان العلم الفلسطيني.
وقالت مرزوقة، في إشارة إلى نادي كرة القدم: “إنه المكان الذي يلتقي فيه الفلسطينيون التشيليون”.
وأضافت: “من المهم أن يظل الناس على اتصال بهذه الجذور؛ لأننا بعيدون جدا عن الأرض التي اضطرت عائلاتنا إلى تركها وراءها”.