لا يحبهم الله.. من يستحل الربا والإثم والمعاصي.. والعقوبة نزع البركة ووقوع الآفات

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

في الحلقة التاسعة من “سلسلة الله لا يحب” في شهر رمضان الفضيل نعرض أكثر من 16 موضعًا في القرآن الكريم، يوجه الله تبارك وتعالى فيها عباده المؤمنين إلى ضرورة تجنب أفعال وصفات لا يحبها، ويأمرهم بالابتعاد عنها وتحريمها.

ومن بين أعظم ما حرمه الله يأتي الاعتداء على النفس والمال والإنسان، إذ يعد من أشنع الجرائم التي تتناقض مع قيم الإسلام وتعاليمه.

في قوله تعالى {يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَٰتِ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} من سورة البقرة، الآية 276. يُذهب الله الربا كله، ويُحرم صاحبه بركة ماله؛ فلا ينتفع به، وينمي الصدقات ويكثرها، ويضاعف الأجر للمتصدقين، ويبارك لهم في أموالهم. والله لا يحب كل مصِر على كفره، مسْتَحِلٍّ أكل الربا، متمادٍ في الإثم والحرام ومعاصي الله، فيكون سببًا في وقوع الآفات فيه ونزع البركة عنه، وإن أنفق منه لم يؤجر عليه، بل يكون زادًا له إلى النار.

والمرابي قد ظلم الناس، وأخذ أموالهم على وجه غير شرعي؛ فجوزي بذهاب ماله.

والمحسن إليهم بأنواع الإحسان ربه أكرم منه؛ فيحسن إليه كما أحسن إلى عباده {والله لا يحب كل كفار} لنعم الله، لا يؤدي ما أوجب عليه من الصدقات، ولا يسلم منه ومن شره عباد الله. ويوصف بـ”الأثيم”، أي: قد فعل ما هو سبب لإثمه وعقوبته.

قال الإمام الرازي عند تفسيره لهذه الآية ما ملخصه: اعلم أنه لما كان الداعي إلى التعامل بالربا تحصيل المزيد من الخيرات، والصارف عن الصدقات الاحتراز عن نقصان المال، لما كان الأمر كذلك بيَّن- سبحانه- أن الربا وإن كان زيادة في الحال إلا أنه نقصان في الحقيقة، وأن الصدقة وإن كانت نقصانًا في الصورة إلا أنها زيادة في المعنى، واللائق بالعاقل ألا يلتفت إلى ما يُقضى به الطبع والحس والدواعي والصوارف، بل يعول على ما أمر به الشرع.

وهناك بشارة عظيمة للمتصدقين، وتهديد شديد للمرابين.

ثم ختم -سبحانه- الآية بقوله: {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}. وكَفَّارٍ فعيل بمعنى فاعل، فهي صيغة مبالغة من آثم، والأثيم هو المكثر من ارتكاب الآثام، المبطئ عن فعل الخيرات، أي: إن الله – تعالى- لا يرضى عن كل من كان شأنه الستر لنعمه والجحود لها، والتمادي في ارتكاب المنكرات، والابتعاد عن فعل الخيرات.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *