مع دخول الحرب على أوكرانيا عامها الثالث، أعربت الدول الغربية عن استمرار دعمها وتأييدها لكييف في مواجهة القوات الروسية الغازية، بما في ذلك زيارة جماعية لقادة عدد من هذه الدول.
وفي هذا الصدد أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تبادلا فيه العديد من وجهات النظر في عدة قضايا.
وأوضح بيان للبيت الأبيض أن الزعيمين تناولا، الجمعة، مسألة دعم أوكرانيا قبل حلول الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي، وضرورة موافقة الكونغرس على تمويل أوكرانيا.
زيلينسكي: إغلاق الحدود البولندية يظهر تآكل التضامن
ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين بإغلاق الحدود البولندية من جانب سائقي شاحنات ومزارعين، فيما حذر مسؤولون من أن هذا التحرك يهدد أمن أوكرانيا التي تستمر في مواجهة الغزو الروسي.
وكان 4 من الزعماء الغربيين، بينهم رؤساء وزراء كندا وبلجيكا وإيطاليا، قد وصلوا إلى كييف، السبت، لإظهار التضامن مع أوكرانيا في الذكرى الثانية للغزو الروسي.
وتهدف الزيارة إلى التأكيد على التزام الغرب بمساعدة أوكرانيا حتى في الوقت الذي تعاني فيه من نقص متزايد في الإمدادات العسكرية، والذي يؤثر على أدائها في ساحة القتال حيث تحصد موسكو مكاسب من الأرض.
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان إن رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، ونظيره البلجيكي، ألكسندر دي كرو، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، سافروا سويا إلى العاصمة الأوكرانية بالقطار من بولندا المجاورة.
وأشادت أورسولا فون دي لايين بـ”المقاومة الاستثنائية” لأوكرانيا لدى وصولها إلى كييف.
وقالت على شبكات التواصل الاجتماعي إنها “في كييف في الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية على أوكرانيا، وللاحتفاء بالمقاومة الاستثنائية للشعب الأوكراني”.
وأضافت: “أكثر من أي وقت مضى نقف بحزم إلى جانب أوكرانيا في جميع الجوانب المالية والاقتصادية والعسكرية والأخلاقية وصولا إلى نيلها حريتها”.
في واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، أن الولايات المتحدة “ستواصل الوقوف بحزم إلى جانب الشعب الأوكراني في دفاعه عن وطنه”.
وقال في بيان نشرته وزارة الخارجية “إن حرب بوتين لا تهدد أوكرانيا فحسب، بل تهدد أيضا أمن الولايات المتحدة، وحلفائنا في حلف شمال الأطلسي، والنظام الدولي الحر والمفتوح الذي نعتمد عليه”، مردفا: “من الضروري أن ندافع عن القواعد الأساسية التي عززت السلام والأمن والرخاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك السيادة والسلامة الإقليمية وحق الدول في اختيار مستقبلها”.
أفدييفكا الأوكرانية… فارون يحكون قصص الموت في “رمز المقاومة”
منذ الأول من يناير الماضي، ألقت القوات الروسية نحو 450 ألف كيلوغرام من القنابل الجوية على مدينة أفدييفكا الأوكرانية التي تبلغ مساحتها 6.3 كيلومترا مربعا فقط، وفقا لتقديرات المسؤولين الأوكرانيين والمخابرات البريطانية، ما أدى إلى تحول المدينة المتضررة بالفعل إلى أنقاض ورماد
وفي كييف، يزور زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، أوكرانيا لتأكيد الدعم الأميركي للبلاد وزيادة الضغط على الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي لتمرير مشروع قانون المساعدات الخارجية الذي يتضمن المزيد من المساعدة لأوكرانيا وإسرائيل.
ويرافق شومر أربعة أعضاء ديمقراطيين آخرين في مجلس الشيوخ كجزء من وفد من الكونغرس لإحياء الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي والالتقاء بالرئيس زيلينسكي، بحسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي لا يزال فيه الجمهوريون بمجلس النواب يعلقون تمرير حزمة مساعدات خارجية من شأنها إرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا وإسرائيل.
وفي سياق متصل، قال القائد الأعلى للجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أن بلاده سوف تنتصر على “الظلام” الروسي، في الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي.
وكتب في تطبيق تليغرام: “أنا مقتنع أن انتصارنا يكمن في الوحدة، وهذا سيحدث بالتأكيد. لأن النور دائما ينتصر على الظلام”.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وعد الجمعة، بأن تقف لندن إلى جانب كييف “طالما استغرق الأمر من وقت”، مشددا على أن “الطغيان لن ينتصر أبدا”.
وقال سوناك في بيان: “في هذه الذكرى القاتمة، يجب أن نجدد عزمنا. هذه هي اللحظة لإظهار أن الطغيان لن ينتصر أبدا وللقول مرة أخرى إننا سنبقى إلى جانب أوكرانيا اليوم وغدا”.
وأضاف: “نحن مستعدون لفعل كل ما يتطلبه الأمر، مهما استغرق من وقت، إلى أن تنتصر” أوكرانيا.
وفي المقابل، تفقد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قواته في مناطق تحتلها في أوكرانيا، على ما أعلن الجيش، السبت، في الذكرى الثانية لبدء الهجوم الذي نفذه الكرملين.
وقال للجنود في أحد مراكز القيادة “اليوم، من حيث نسبة القوات، فإن الأفضلية لنا”.
وجاء في بيان الجيش أن شويغو أُبلغ أن القوات الروسية في وضع هجومي بعد السيطرة على مدينة أفدييفكا الصناعية الاستراتيجية.