كنيسة تخصص تبرعاتها السنوية لدعم ضحايا الحرب في الشرق الأوسط 

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

توجه روس من أصول يهودية، إلى إسرائيل إبان غزو موسكو لأوكرانيا، ليجدوا أنفسهم وسط حرب جديدة، بعد هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل، في السابع من أكتوبر الجاري، وما لحق به من تطورات أدت إلى اندلاع حرب بين إسرائيل وغزة.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه وفي الأسابيع الأولى، من عام 2022، عندما اقترب غزو الكرملين لأوكرانيا، غادر الكثيرون روسيا لإسرائيل، وازداد ذلك بعد بدء الحرب في فبراير من العام ذاته، إذ سرعان ما سعت السلطات الروسية إلى فرض حظر على وكالة يهودية كبرى، غير ربحية، تساعد الناس على الهجرة إلى إسرائيل. ولم تصدر محكمة روسية قرارا في هذا الشأن حتى اللحظة.

ماتفي كوكوي، 30 عاماً، وهو رجل أعمال في القطاع التكنولوجي، هرب من روسيا بعد أيام على غزوها لأوكرانيا إلى إسرائيل، وقال لـ “نيويورك تايمز” إن ذلك كان بسبب “العار وليس الخوف”.

كان واحداً من آلاف الروس من أصول يهودية، الذين غادروا إلى إسرائيل بعد غزو أوكرانيا، بما في ذلك العديد من الشخصيات البارزة، الذين اصطفوا في طوابير أمام البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في موسكو، وسعى البعض الآخر إلى إثبات جذورهم اليهودية داخل إسرائيل.

ومن أجل إعادة التوطين في إسرائيل، يحتاج الروس إلى إثبات أن أحد أفراد الأسرة البالغين لديه أصول يهودية.

لكن عندما هاجمت حركة حماس إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين، وتعرضت لمنزله، حجز كوكوي تذكرة عودة إلى إسرائيل من مؤتمر كان يحضره في البرتغال، في واحدة من أعظم لحظات الأزمة.

وكانت العلاقات بين روسيا وإسرائيل قد توترت عقب الحرب على أوكرانيا، لا سيما بعدما رفضت إسرائيل تأييد مبررات الكرملين للحرب، وبخاصة ادعاء روسيا بأن أوكرانيا “يديرها نازيون”.

غادر ليف سوتنيكوف، 37 عاما، روسيا بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استدعاء جنود الاحتياط للانضمام إلى القتال، في سبتمبر عام 2022.

واعتبر سوتنيكوف، أن هذه الحرب كانت أيضا بمثابة دورة تدريبية مكثفة بالنسبة له حول الحياة في البلاد حيث استقر هذا الصيف مع عائلته في مدينة نهاريا، على بعد ستة أميال (9.6 كلم) من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وهناك “شعر بالأمان المطلق”، حسب قوله.

إلا أنه وبالتزامن مع هجوم حماس، تصاعدت التوترات في الشمال بالقرب من لبنان، حيث يخشى بعض المحللين والمسؤولين من تصعيد الأعمال العدائية في المنطقة.

وقال سوتنيكوف، في إشارة إلى الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس: “الآن أفهم أنه حتى عندما ينتهي كل شيء، فلن ينتهي شيء فعليا”.

بعد هجوم حماس، تقول “نيويورك تايمز” إن العديد من العائلات الروسية قررت مغادرة إسرائيل، على الأقل خلال الفترة الأولى.

ونقلت الصحيفة عن سلطات الطيران الروسية قولها، الجمعة، إن نحو سبعة آلاف شخص نقلوا جوا من إسرائيل إلى روسيا وإن نحو ثلاثة آلاف عادوا جوا.

وتركزت اهتمامات الجالية الروسية في بعض المراكز الرئيسية للهجرة بعد الحرب، مثل تبليسي في جورجيا، أو يريفان في أرمينيا، على طلب الحصول على شقق مؤقتة وغيرها من أشكال المساعدة، بحسب التقرير.

وقال بعض الروس في إسرائيل للصحيفة إنهم فوجئوا بوجود إجماع بين الإسرائيليين على ضرورة مساعدة بعضهم البعض ومساعدة جيشهم، “على الرغم من الانقسامات السياسية العميقة”.

ونقلت الصحيفة عن يوري بودكوباييف، 40 عاما، مدرس الرياضيات الذي غادر روسيا، في نوفمبر الماضي، أنه وعلى عكس الوضع في روسيا، “يتمتع الناس في إسرائيل بحرية انتقاد الحكومة لكنهم متحدون أيضا حول قضية واحدة: حماية بلادهم”.

وأضاف “لم يشكك أحد في حق روسيا في الوجود. ولهذا السبب لم يكن هناك أي نوع من الدعم الهائل للحرب في أوكرانيا”.

ومع ذلك، حتى الروس في المنفى من المعارضين للحرب على أوكرانيا، ما زالوا يعتبرون روسيا وطنهم الأم، على حد قولهم للصحيفة.

وبينما استقر بودكوباييف في إسرائيل إلى الأبد، ويتعلم اللغة العبرية حتى يتمكن من استئناف تدريس الرياضيات، إلا أنه أكد أنه يعتبر نفسه “وطنيا لكل من روسيا وإسرائيل”.

وقال: “لدي بلدان، وأنا أشعر بالقلق بشأن كليهما، واحد منهما مريض بشكل خطير الآن”.

واحتجز مقاتلو حماس نحو 200 شخص من إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية في إسرائيل ونقلوهم إلى غزة خلال الهجوم غير المسبوق، والذي أشعل شرارة الحرب في السابع من أكتوبر الحالي.

ومذاك تقصف إسرائيل قطاع غزة بكثافة بهدف القضاء على الحركة المصنفة إرهابية، والتي تطلق بدورها يوميا صواريخ على أراضي الدولة العبرية.

وقتل 4385 شخصا في قطاع غزة منهم 1756 طفلا و967 امرأة، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول للهجوم وفق السلطات الإسرائيلية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *