أعلن حزب الخير دخول الانتخابات منفردا ومنافسا للجميع في كل الولايات، ونفس الشيء يفعله حزب الديمقراطية والتقدّم، أما حزبا السعادة والمستقبل فقررا التحالف معا في قائمة موحدة؛ ليبقى حزب الشعب الجمهوري وحيدا بلا حلفاء.
كانت هذه الأحزاب ضمن “تحالف الأمة” المعارض، أو ما عُرف بـ”الطاولة السداسية”، الذي تشكّل من 6 أحزاب معارضة في فبراير 2022 للتوحّد وراء مرشّح واحد في الانتخابات الرئاسية مايو 2023 أمام مرشح التحالف الحاكم حينها، الرئيس رجب طيب أردوغان.
لكن بعد فوز أردوغان بالرئاسة مجددا، وقعت تصدّعات في “تحالف الأمة”؛ نتيجة خلافات أيديولوجية بشأن هوية تركيا، ولتحميل حزب الشعب الجمهوري، خاصة رئيسه كمال كليتشدار أوغلو، المرشح الرئاسي الخاسر، وزر خسارة الانتخابات.
قرارات متتالية
- هذه التصريحات تأتي بعد أيام من إعلان حزب الديمقراطية والتقدّم، الذي يرأسه علي باباجان، وضْع حدّ للمناقشات بشأن “التحالف في الانتخابات البلدية”. وفي كلمته خلال المؤتمر التأسيسي لحزبه، قال باباجان: “قرّر حزبنا الدخول في الانتخابات باسمه الخاص وشعاره الخاص ومرشّحيه في جميع أنحاء البلاد“.
- أعلن حزبا المستقبل والسعادة دخول الانتخابات بقائمة مشتركة، دون تحالفات.
- بالتالي، سيدخل حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، الانتخابات بقوائمه دون تحالف مع الأحزاب السابقة.
- يظل موقف الشريك الأصغر في “تحالف الأمة”، وهو الحزب الديمقراطي، غير معروف، لكنه في كل الأحوال لا يشكّل ثقلا انتخابيا.
بهذا ستنقسم كتلة المعارضة إلى 4 قوائم انتخابية بدلا من التنسيق فيما بينها كما حدث في انتخابات 2019، وحينها تمكّنت المعارضة من تحقيق نتائج غير متوقعة، على رأسها الفوز بأكبر البلديات، وهو مدينتا إسطنبول وأنقرة.
انفراط عقد التحالُف
يصف المحلل السياسي التركي، ناصر سنكي، تحالف الأمة بأنه “أصبح من الماضي” منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية.
وعن حظوظ هذه الأحزاب بعد انفراط عقد تحالفها المؤقّت، يقول المحلل السياسي التركي، ناصر سنكي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن حزب الشعب الجمهوري ينتظر انتخابات داخلية لاختيار رئيسه، وإذا نجح المرشّح لرئاسته أوزغور أوزال، فقد يُعيد التواصُل مع أحزاب تحالف الأمة لإعادة التحالف؛ لأن أحزاب المعارضة تعلم أنها لن تستطيع منافسة التحالف الحاكم في كثيرٍ من المدن بشكل منفرد.
ويضرب مثلا بأن حزب الديمقراطية والتقدم برئاسة باباجان، قد تكون له حظوظ قليلة، وفي أحياء وليس مدنا، و”استبعد أن يستطيع حاليا النجاح في منافسة الأحزاب الكبيرة“.
أما فيما يخص موقف “تحالف الجمهور” (المكوّن من حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية وحزبين آخرين صغيرين)، فيتوقع سنكي أن تكون له حظوظ كبيرة، خاصة أنه “الطرف الفائز في الانتخابات (الماضية)، وهذا طبعا يعطيهم نشوة وقوة أكثر، كما أن حزبيْه الكبيرين يتميزان بالقوة والتماسك“.
استطلاع رأي
أظهر استطلاع للرأي، أجرته شركة “جينار”، تفوّق حزب العدالة والتنمية على باقي الأحزاب السياسية في اتجاهات التصويت بالانتخابات المحلية.
حسب نتائج الاستطلاع، فإن الحزب الحاكم حصد في اتجاهات التصويت في ولاية إسطنبول نحو 49 بالمئة، مقابل 42 بالمئة لأقرب منافسيه وهو حزب الشعب الجمهوري؛ ما يؤشّر لمنافسة شرسة قادمة.
يركّز الحزب الحاكم بشكل خاص على استعادة البلديات الكبرى التي فقدها أمام المعارضة في انتخابات 2019، وهي إسطنبول وأنقرة وأزمير.
وأعلن المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، في بيان رسمي نُشر بالجريدة الرسمية، عن تحديد تاريخ 31 مارس 2024 موعدا لإجراء الانتخابات المحلية.