منذ تفجر الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، من تراجع الدعم الأميركي والغربي لها، على وقع انشغال عواصم الغرب وفي مقدمها واشنطن، بما يجري في منطقة الشرق الأوسط، وانغماسها في دعم إسرائيل لدرجة إرسال حاملات طائرات وتعزيزات عسكرية أميركية للمنطقة للوقوف معها.
ويعارض الجمهوريون منح المزيد من المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، مطالبين بالتركيز على دعم إسرائيل ورفض طلب الرئيس بايدن حزمة بقيمة 106 مليارات دولار تشمل مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا ومبالغ مخصصة لأمن الحدود، وتمويلا لتعزيز المنافسة مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعيد اندلاع الحرب في غزة، قد أعرب صراحة عن قلقه من أن تؤدي تلك الحرب إلى “حرف أنظار” العالم عن قضية أوكرانيا .
الكفة لإسرائيل
ويرى مراقبون أن كفة الأهمية الاستراتيجية تميل وبقوة لإسرائيل على حساب أوكرانيا لدى العواصم الغربية، وسط تخوف أوكراني من استغلال موسكو لما يحدث عبر تسعير حربها في أوكرانيا والاستفادة من انغماس الغرب بدعم إسرائيل وتقلص دعمه لكييف.
مشيرين إلى أن تكرار إبداء المخاوف الأوكرانية، علانية وعبر القنوات السرية، هو محاولة لتفادي ذلك وللتذكير بضرورة استمرار وتيرة الدعم الغربي لكييف على حالها، وعدم تأثرها بما يحصل في الشرق الأوسط.
تخوف مبرر
يقول الأكاديمي المتخصص في الشؤون الأوكرانية عماد أبو الرُب، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
* مع اندلاع المواجهة في غزة اتخذت كييف موقفا مناصرا لإسرائيل ومتناغما مع مواقف الدول الغربية، سعيا منها لضمان تدفق الدعم الأوروبي والأطلسي لها في ظل ما تخوضه من حرب وجودية مع روسيا، وللحيلولة دون صرف النظر عن قضيتها كون كييف تدرك جيدا أنه بالمقاييس والحسابات الاستراتيجية، فإن إسرائيل هي أهم منها بالنسبة لدوائر صنع القرار الغربية.
* وهكذا فالأوكرانيون يضغطون على الغرب للمضي بدعمهم عسكريا وسياسيا وإقتصاديا في ظل ما يواجهونه من حرب تثقل كاهلهم بأكلافها الإنسانية الرهيبة، وفي ظل التقدم الروسي ولو الطفيف في الجبهات خلال المرحلة الأخيرة، ولمنع استغلال الروس ما يحدث من انهماك غربي في ملف الشرق الأوسط، وتراجع الدعم تاليا لكييف في حربها مع موسكو.
روسيا مستفيدة
بدورها تقول الباحثة والخبيرة في العلاقات الدولية علا شحود، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
* منذ شهر تقريبا ومع اندلاع الحرب في غزة، يخفت بشكل واضح وهج الأزمة الأوكرانية ويتراجع الاهتمام العالمي والغربي خاصة بها، وهو ما يفسر تزايد القناعة في كييف من أن واشنطن والغرب عامة يدعم إسرائيل على حساب دعمه لأوكرانيا، وهو ما يصب بطبيعة الحال في مصلحة روسيا ميدانيا وسياسيا في حربها الأوكرانية التي تكاد تدخل عامها الثالث.
* ولهذا ينتاب القلق العارم الأوكرانيين من أن تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط بهذا الشكل الخطير، خطف الأضواء عن قضيتهم وما يضاعف من حدة هذا التوجس هو أنه لا بوادر لنهاية قريبة للحرب المندلعة في غزة، والتي قد تتسع رقعتها حتى لتتحول حريا إقليمية كبيرة، ما سيعني المزيد من الإهمال للموضوع الأوكراني، وهو ما يكشفه كذلك تمرير قانون الدعم الخاص بإسرائيل فقط في مجلس النواب الأميركي.