قصف إسرائيلي متواصل في لبنان ومقتل جندي في الجنوب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

يواجه حزب الله اللبناني “أزمة مالية حادة”، بعد أن أدى الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع ضد هذه الجماعة المدعومة من إيران إلى تعطيل ثلاثة من مصادرها الرئيسية للتمويل النقدي، حسبما أفاد موقع “فويس أوف أميركا“.

ووفقا لتقارير صادرة عن باحثين أميركيين ولبنانيين، بالإضافة إلى وزارة الخزانة الأميركية، فإن المصدر الرئيسي لتمويل حزب الله هو “القرض الحسن”، وهي مؤسسة شبه مصرفية تديرها الجماعة المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة دون ترخيص مصرفي حكومي. 

ويضيف الباحثون أن حزب الله يعتمد أيضا على مصدرين آخرين للتمويل النقدي، وهما البنوك التجارية اللبنانية المرخصة، رغم معاناتها من أزمات مستمرة، بالإضافة إلى الأموال النقدية التي تصل عبر رحلات جوية إلى مطار بيروت.

“القرض الحسن”

وأسس حزب الله مؤسسة “القرض الحسن” في عام 1982 كمؤسسة خيرية تقدم قروضا بدون فوائد للبنانيين المحتاجين، خاصة الشيعة منهم، وفقا لمركز المعلومات الاستخباراتية والإرهاب التابع لمركز “مئير عميت” الإسرائيلي، وهو مجموعة بحثية غير حكومية تضم قدامى المحاربين في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي.

ويقول المركز إن مؤسسة “القرض الحسن”، نمت منذ ذلك الحين لتصبح مؤسسة رئيسية لها فروع في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأجزاء أخرى من لبنان يسيطر عليها حزب الله.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مؤسسة القرض الحسن في عام 2007، ثم عقوبات أخرى عام 2021 على موظفي المؤسسة، مشيرة إلى أنها “جمعت حوالي نصف مليار دولار”.

وتعرضت هذه المؤسسة المالية لضربة قوية من الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف حزب الله في الضاحية في أواخر سبتمبر، وفقا لشبكة “إم تي في” اللبنانية.

“سيل معلومات”.. الثمن الباهظ الذي دفعه حزب الله لقاء دعم الأسد

عندما انخرط حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري قبل 12 عاما كانت دوافع “قراره” آنذاك تذهب باتجاه حرصه على منع سقوط بشار الأسد. ورغم أن الأمر تحقق بالفعل على الأرض وضَمن الأخير بعد سنوات من القتال البقاء على كرسيه لم ينعكس ذات المشهد على صعيد هذه الجماعة اللبنانية.

وأفادت الشبكة، في 30 سبتمبر الماضي، بأن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت “مراكز تخزين النقد لحزب الله، بما في ذلك جزء كبير من خزائن مؤسسة القرض الحسن”، مما ترك الجماعة في ما وصفته بـ “أزمة مالية”.

وكثّفت إسرائيل اعتبارا من 23 سبتمبر غاراتها الجوية على لبنان، مستهدفة معاقل لحزب الله، وبدأت بعد أيام عمليات برية في جنوب لبنان، عقب نحو عام من التصعيد بين حزب الله واسرائيل.

في هذا السياق، يوضح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشان، أن إسرائيل “دمرت” معظم فروع مؤسسة القرض الحسن في الغارات الجوية. مضيفا أن “حزب الله يواجه مشكلة مالية خطيرة جدا”.

وتابع في تصريحه لـ”فويس أوف أميركا”، أن الحزب أصبح “غير قادر على دفع رواتب الأعضاء الذين فروا من منازلهم ويحتاجون إلى إطعام عائلاتهم”.

الوصول للنظام المصرفي

وأشار إعلان وزارة الخزانة الأميركية في 2021، إلى فرض عقوبات على 6 موظفين في مؤسسة القرض الحسن، بسبب استخدامهم حسابات شخصية في بنوك لبنانية مرخصة لتحويل أكثر من 500 مليون دولار من وإلى “القرض الحسن””، خلال العقد الماضي.

وقالت الوزارة، إن هذا النشاط منح مؤسسة القرض الحسن إمكانية الوصول إلى النظام المالي الدولي من خلال الحسابات الشخصية لهؤلاء الموظفين في البنوك اللبنانية.

وقال ديفيد آشر، وهو مسؤول سابق في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، عمل على مكافحة شبكات تهريب المخدرات وغسيل الأموال العالمية لحزب الله، إن الجماعة في “ورطة كبيرة” لأنها تفقد إمكانية الوصول إلى النظام المصرفي اللبناني.

إعلان حزب الله “المفاجئ”.. “لعبة سياسية” أم “ضعف”؟

بعد عام من تبادل إطلاق النار مع إسرائيل تحت عنوان “إسناد جبهة غزة”، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم دعمه لجهود رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وصرّح آشر، وهو أيضا زميل أول في معهد هدسون في واشنطن: “أسمع من مصرفيين لبنانيين، بمن فيهم ممولون لحزب الله، أن بعض أغنى المصرفيين اللبنانيين قد فروا إلى أوروبا والخليج، خشية أن تستهدفهم إسرائيل في المرحلة التالية بسبب مساعدتهم حزب الله”.

وتابع المتحدث ذاته أن “هؤلاء المصرفيون الفارون يرون أن الرياح تهب ضد حزب الله، لذلك لن يسمحوا له بسحب ملايين الدولارات من بنوكهم، التي لا تزال تحتفظ بالنقد على الرغم من إفلاسها على الورق.. إنهم يعلمون أنه إذا فعلوا ذلك، فإن إسرائيل ربما ستقضي عليهم أيضا”.

نقل الأموال

وتعهد الجيش الإسرائيلي بمنع إيران من تزويد حزب الله بالأسلحة عبر مطار بيروت، قائلا إن مقاتلاته تقوم بدوريات في محيطه. 

ويشير كل من ديفيد آشر وهلال خشان إلى أن هذا أدى إلى انقطاع مصدر تمويل رئيسي آخر لحزب الله، بعد أن توقفت عمليات نقل الأموال النقدية عبر الرحلات الجوية القادمة، وخاصة من إيران الداعم الأساسي للجماعة.

في هذا الجانب، يوضح آشر: “سمعت من نظرائي الإسرائيليين أن الإيرانيين خائفون من إرسال الأموال إلى لبنان في الوقت الحالي لأن إسرائيل تهدد باستهداف الرحلات الجوية إلى بيروت”.

من بدائية إلى “مدينة صواريخ”.. هل تحولت أنفاق وملاجئ حزب الله لسلاح بحدين؟

تصدرت الأنفاق، بصفتها سلاحا استراتيجيا، عناوين الحرب بين حماس إسرائيل بعد الهجوم الدامي الذي شنته الحركة، المصنفة إرهابية، على أراض إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، حيث وضعت حكومة بنيامين نتانياهو تدمير شبكة أنفاق الحركة ضمن أهدافها الرئيسية.

بدوره، أوضح خشان أن إيران اعتادت تنظيم رحلات جوية منتظمة من طهران إلى بيروت لتهريب النقد إلى حزب الله دون المرور عبر دائرة الجمارك الحكومية اللبنانية.

وأضاف: “في الأسابيع التي تلت تصعيد إسرائيل هجماتها على الضواحي الجنوبية لبيروت، فرضت الحكومة اللبنانية مزيدا من السيطرة على المطار، والآن لا يوجد تدفق نقدي إلى حزب الله”.

غير أنه يستبعد أن يوقف نقص النقد عناصره عن قتال القوات الإسرائيلية في أي وقت قريب، وأوضح أنه “عندما يكون قتالك مدفوعا بالحماس الديني، فإن لديك قضايا أكثر أهمية للقلق بشأنها من توفر النقد”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *