تخطط أوكرانيا لزيادة إنتاجها من الطائرات المسيّرة في الخريف المقبل، حسبما نقل عن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الأحد، فيما تكثف البلاد هجماتها بطائرات من دون طيار ضد روسيا، وفقا لتقرير نشره موقع فويس أوف أميركا، الأحد.
وتستخدم كييف طائرات من دون طيار لمهاجمة المطارات، وطائرات من دون طيار مائية لاستهداف السفن والجسر المؤدي إلى شبه جزيرة القرم. وفي بعض الأيام، تضرب عشرات من المسيرات الأوكرانية داخل روسيا في آن واحد، وتصل إلى مدينة بسكوف غربي روسيا، على بعد 600 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.
“وسيتزايد هذا من حيث الحجم”، قال ريزنيكوف لوكالة أنباء يوكرينفورم الحكومية الأوكرانية.
وأوضح ريزنيكوف إن أحد أسباب هذا التصاعد في الهجمات بالطائرات المسيرة هو أن السلطات خففت الأنظمة والقوانين المتعلقة بإنتاج الطائرات من دون طيار.
وقال “لذلك، قمنا بإعادة كتابة اللوائح… وقمنا بتبسيط الإجراءات. وأعتقد أننا نجحنا أيضا في ذلك، ومنحنا الفرصة لمثل هذا التنشيط. خاصة بالنسبة لمصنعي الطائرات من دون طيار الذين بدأوا الإنتاج في مرائب السيارات”.
وتستخدم كييف الأسلحة المنتجة محليا فقط، وفي المقام الأول الطائرات من دون طيار لمهاجمة الأراضي الروسية. وتعهدت بعدم استخدام الأسلحة الغربية داخل الأراضي الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إنها دمرت 281 طائرة من دون طيار أوكرانية خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك 29 طائرة فوق المناطق الغربية من روسيا، مما يشير إلى أن حجم حرب الطائرات من دون طيار قد زاد الآن بشكل كبير بين البلدين.
وهاجمت أوكرانيا عدة مطارات في العمق الروسي، وقلب مدينة موسكو وقواعد عسكرية سواء في شبه جزيرة القرم المحتلة أو في مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن تدمير البنية التحتية الروسية أمر حيوي للمجهود الحربي الأوكراني.
وقصفت طائرات روسية من دون طيار البنية التحتية لميناء نهر الدانوب، ذي الأهمية البالغة بالنسبة لصادرات الحبوب الأوكرانية.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن شخصين على الأقل أصيبا، الأحد، في الهجوم الذي وقع على الأجزاء الجنوبية من منطقة أوديسا.
وكان نهر الدانوب قد أصبح طريق أوكرانيا الرئيسي لتصدير الحبوب منذ انهيار اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة في يوليو الماضي، والذي سمح لسفن الشحن بحمل ما يقرب من 33 مليون طن متري من الحبوب الأوكرانية وغيرها من السلع بأمان عبر ممر البحر الأسود.
في وقت مبكر الأحد، أسقطت أوكرانيا 22 من أصل 25 طائرة من دون طيار، من طراز شاهد إيرانية الصنع، أطلقتها روسيا في منطقة أوديسا الجنوبية، حسبما نشرت القوات الجوية الأوكرانية على تطبيق تلغرام الأحد.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان أحد الموانئ قد تعرض للقصف في الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ولم يكن هناك تعليق فوري من روسيا.
ويأتي الهجوم قبل يوم من اجتماع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود لمناقشة احتمال إحياء صفقة الحبوب.
وقال عاكف تشاغطاي قليج كبير مستشاري أردوغان للسياسة الخارجية والأمن في مقابلة مع قناة “خبر” التلفزيونية: “ستتم مناقشة الوضع الحالي (لصفقة الحبوب) في القمة يوم الاثنين. نحن حذرون، لكننا نأمل في تحقيق النجاح لأن هذا الوضع يؤثر على العالم بأسره”.
وانسحبت روسيا من الاتفاق بحجة أن الأطراف الأخرى لم تحترم بنوده.
وتقول موسكو إن الأمم المتحدة لم تقم بإزالة العقبات التي تعيق صادرات روسيا من المواد الغذائية والأسمدة، زاعمة أن القيود المفروضة على الشحن والتأمين أعاقت تجارتها الزراعية.
أوكرانيا.. حملة على الفساد المالي
من ناحية أخرى، اعتقلت السلطات الأوكرانية، السبت، أحد أغنى أغنياء البلاد للاشتباه في تورطه في الاحتيال وغسل الأموال. ويأتي اعتقال الملياردير إيهور كولومويسكي في الوقت الذي تحاول فيه كييف إظهار التقدم في حملتها ضد الفساد في زمن الحرب.
وذكرت إذاعة راديو ليبرتي أن المحكمة حددت كفالة كولومويسكي بمبلغ 14 مليون دولار، لكنّ محاميي الدفاع قالوا إنه لن يدفع الكفالة، وإنه بدلا من ذلك سيبقى رهن الاحتجاز لمدة شهرين أثناء استئنافه الحكم الذي يشكك في شرعيته.
وفي عام 2021، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كولومويسكي “بسبب تورطه في فساد كبير”. وتشتبه الولايات المتحدة في قيام كولومويسكي وشريك له بغسل الأموال عبر الولايات المتحدة، وهو ادعاء ينفيه كولومويسكي صحته.
وكان كولومويسكي قد دعم المرشح آنذاك فولوديمير زيلينسكي خلال الانتخابات الرئاسية 2019 في أوكرانيا.
وفي خطابه المسائي بالفيديو، السبت، شكر الرئيس زيلينسكي “مسؤولي إنفاذ القانون الأوكرانيين على عزمهم جلب كل قضية من القضايا التي تمت إعاقتها لعقود من الزمن إلى العدالة.
لقد جعل زيلينسكي من أولوياته سحق الكسب غير المشروع والمعاملات المالية غير المشروعة بين المسؤولين ورجال الأعمال ذوي النفوذ.
وكولومويسكي هو الشخصية الأبرز التي تحولت إلى هدف لحملة الرئيس الأوكراني الذي يساوي بين الفساد في زمن الحرب والخيانة.
وقد لاحظ البيت الأبيض التقدم الذي أحرزته أوكرانيا في مكافحة الفساد وحماية استقلالية مؤسسات حكومية مهمة.
وفي اجتماع مع وفد من رؤساء مؤسسات مكافحة الفساد الأوكرانية، الجمعة، أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان على الأهمية الحيوية لمؤسسات إنفاذ القانون والمؤسسات القضائية المستقلة والمحايدة لأي مجتمع ديمقراطي. وأكد مجددا دعم واشنطن الثابت لإصلاحات مكافحة الفساد في أوكرانيا و”من أجل دفاع أوكرانيا الشجاع عن ديمقراطيتها ضد العدوان الروسي”.
في ساحة المعركة
أشاد زيلينسكي بالتقدم المستمر الذي حققته أوكرانيا ضد القوات الروسية السبت، وسخر من الانتقادات الغربية لهجوم أوكرانيا المضاد.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق تلغرام: “القوات الأوكرانية تتقدم للأمام. وعلى الرغم من كل شيء، وبغض النظر عما يقوله أي شخص، فإننا نتقدم، وهذا هو الشيء الأهم. نحن نتقدم”.
وتأتي تعليقاته وسط مخاوف أميركية بشأن بطء وتيرة العملية وتقارير غربية تشكك في الاستراتيجية الأوكرانية في الهجوم المضاد المستمر منذ ثلاثة أشهر.
واستعادت القوات الأوكرانية نحو 12 قرية لكنها لم تسيطر على أي مناطق كبرى. ويعيق تقدمهم عدد لا يحصى من حقول الألغام الروسية والخطوط الدفاعية.
وقال جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي، للصحفيين الجمعة، إن أوكرانيا حققت “تقدما ملحوظا” في منطقة زابوروجيا الجنوبية، على الرغم من أنه حذر من أنه “ليس خارج نطاق احتمال قيام روسيا برد فعل، على التقدم الأوكراني.
وفي تحديثه الصحفي اليومي لمجريات المعركة، لم يعلن الجيش الأوكراني عن أي اختراقات جديدة، لكنه قال إن قواته اخترقت محيط الدفاع الخارجي لروسيا وواصلت التقدم نحو ميليتوبول، وهو مركز حضري رئيسي تحتله روسيا في منطقة زابوروجيا.