قتل وانتهاكات ونزوح.. شهادات مروّعة من مخيم زمزم بالفاشر

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

الفاشر- نقل شهود عيان تفاصيل وشهادات مروعة عن الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي على مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.

وأسفرت الهجمات خلال الأيام الثلاثة الماضية عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 10 من الكوادر الطبية و4 سائقين تابعين لمنظمة “ريليف” الإنسانية العاملة في المنطقة.

ووفقا لشهود عيان، داهمت عناصر من قوات الدعم السريع عشرات المنازل في المخيم، حيث أضرمت فيها النيران بشكل متعمد، كما أطلقت الرصاص الحي على عدد من النازحين المدنيين.

وأوضح الشهود أن الهجوم على المخيم تم من عدة جهات، مما أدى إلى اندلاع حرائق في العديد من المنازل. وأشاروا إلى أن العديد من النازحين فروا نحو مناطق مختلفة، بينما فقد آخرون، وقال أحدهم إن “حياتهم اليومية تحولت إلى كابوس”.

ووثقت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مشاركة عناصر من الدعم السريع في عمليات قتل داخل المخيم، كما أظهرت صور أخرى مئات النازحين بصدد الفرار من المخيم متجهين نحو مدينة الفاشر، بينما هرب آخرون نحو مناطق أخرى قريبة.

نزوح جماعي

وفي تصريحات صحفية محلية، قال مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور الدكتور عباس يوسف آدم إن الهجمات المتكررة على المخيم أسفرت عن نزوح أكثر من 70 ألف أسرة.

وأضاف أن المفوضية تواصل رصد حركة النزوح التي تتجه نحو مناطق أكثر أمانا، لكنه حذر من سوء الأوضاع الإنسانية نتيجة للحصار المفروض على المدينة، فضلا عن شح المياه بسبب تدمير المصادر الرئيسية في مناطق شقرة غرب الفاشر.

نازحون في مخيم زمزم (مواقع التواصل)

ويعد مخيم زمزم ملجأ لأكثر من مليون نازح، معظمهم ممن فروا من مناطقهم الأصلية منذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور عام 2003. ويعاني سكان المخيم من أوضاع إنسانية قاسية، تشمل نقصا حادا في الغذاء والمياه والدواء.

تهجير قسري

وفي ظل تفاقم الأوضاع المأساوية، أطلق عدد من النشطاء نداءات عاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لوقف عمليات التهجير القسري التي تنفذها قوات الدعم السريع، وإنهاء معاناة الآلاف من النازحين المحاصرين في زمزم ومدينة الفاشر.

وقال الصادق علي النور الناطق الرسمي باسم “حركة تحرير السودان/جناح مني أركو مناوي” إن الهجوم على مخيم زمزم يشير بشكل واضح إلى إحكام الحصار على مدينة الفاشر.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن “إعدام 10 من الكوادر الطبية العاملين في منظمة “ريليف” للإغاثة هو دليل قاطع على أهداف هذه المليشيا وخططها لإجراء عمليات تغيير ديمغرافي في المنطقة”.

ومنذ 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تنفذ قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات باستخدام المدفعية الثقيلة والمشاة على مخيم زمزم، لكن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية تمكنت من التصدي للهجمات، مما حال دون تحقيق تقدم كبير للدعم السريع.

ونفذ سلاح الجو السوداني خلال الأيام الأخيرة 3 عمليات إنزال جوي لمساعدات إنسانية في المخيم الذي جعله الحصار يعيش نقصا حادا في السلع الاستهلاكية وانعدام السيولة النقدية، ما تسبب في شلل شبه كامل للحياة اليومية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *