أوقع زلزال بقوة 6.3 درجات في غرب أفغانستان، السبت، 14 قتيلا و78 جريحا على الأقلّ، حسبما أفاد مسؤول توقّع أن ترتفع الحصيلة مع ورود تقارير عن أشخاص عالقين تحت ركام مبان منهارة.
وقال مدير الصحة العامة في مقاطعة هرات محمد طالب شاهد لوكالة فرانس برس “هذه الأرقام التي وصلت إلى المستشفى المركزي حتى الآن، لكنها ليست نهائية”، مضيفا “لدينا معلومات تفيد بوجود أشخاص تحت الأنقاض”.
من جانبه، قال الملا جان سايق، المتحدث باسم وزارة إدارة الكوارث في أفغانستان لوكالة رويترز إن 15 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 40 بعد الزلازل.
وأضاف أن هذه الأعداد استندت إلى بيانات أولية من منطقة زيندا جان في إقليم هرات.
وأعقبت الزلزال أربع هزات ارتدادية كبيرة مركزها قريب من أكبر مدينة في المنطقة، حسبما أعلن المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.
وقالت الهيئة الأميركية إنّ مركز الزلزال كان على بعد 40 كيلومتراً شمال غرب مدينة هرات، وأعقبته هزّات ارتدادية بقوة 5,5 و4,7 و6,2 درجات على مقياس ريختر.
وأفاد متحدث باسم حكومة طالبان أنّ السكان وأصحاب المتاجر فرّوا من المباني عندما وقع الزلزال الأول حوالى الساعة 11:00 صباحاً (6:30 بتوقيت غرينتش).
وقال بشير أحمد (45 عاما) لوكالة فرانس برس “كنّا في مكاتبنا وفجأة بدأ المبنى يهتزّ.. وحدثت تشققات في الجدران وانهار بعضها وأجزاء من المبنى”.
وأضاف “لا أستطيع الاتصال بعائلتي، الاتصالات بالشبكة مقطوعة. أنا قلق وخائف جدا، كان الأمر مرعبا”.
سايق أكد في حديث آخر لوكالة فرانس برس إن الحصيلة ما زالت “أولية” معربا عن خشيته من ارتفاعها نظرا “لوقوع انهيارات أرضية في المناطق الريفية والجبلية أيضا”.
وأضاف “في الوقت الحالي، ليست لدينا معلومات وافية”.
كارثة واسعة النطاق
في الأثناء، وقفت حشود من النساء والأطفال في شوارع هرات الواسعة، بعيداً عن المباني الشاهقة، في اللحظات التي أعقبت الزلزال الأول والهزّات الارتدادية التي تلاحقت خلال أكثر من ساعة.
ويُخشى أن ترتفع الحصيلة لتصل مئات القتلى، وفقاً لتقرير أولي صادر عن المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.
وأشار التقرير إلى أنّه “من المرجّح وقوع خسائر بشرية كبيرة، ومن المحتمل أن تكون الكارثة واسعة النطاق”.
وأضاف أنّ “الأحداث الماضية بهذا المستوى، تطلّبت استجابة على المستوى المحلي أو الوطني”.
وأفاد المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي بأنّ عمق الهزة يبلغ فقط 14 كيلومتراً.
وتعتبر مدينة هرات الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شرق الحدود مع إيران، العاصمة الثقافية لأفغانستان.
وهي عاصمة مقاطعة هرات التي يقطنها حوالى 1,9 مليون نسمة، وفقاً لبيانات البنك الدولي للعام 2019.
وفي يونيو من العام الماضي، قُتل أكثر من ألف شخص وشرّد عشرات الآلاف بعدما ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة إقليم باكتيكا الفقير.
وتسبب ذاك الزلزال بأكبر حصيلة للقتلى في أفغانستان منذ ما يقرب من ربع قرن.
وفي مارس من هذا العام، قُتل 13 شخصاً في أفغانستان وباكستان بسبب زلزال بقوة 6,5 درجة وقع بالقرب من جورم في شمال شرق أفغانستان.
وتتعرّض أفغانستان بشكل متكرّر للزلازل، خصوصاً في سلسلة جبال هندو كوش، التي تقع بالقرب من تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.
وتعاني البلاد من أزمة إنسانية طاحنة، مع وقف المساعدات الأجنبية منذ عودة طالبان إلى السلطة في العام 2021.