قتلى أثناء توزيع مساعدات في غزة.. والجيش الإسرائيلي ينفي إطلاق النار

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

سلط تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” بعنوان “ضحايا الظل في غزة”، السبت، الضوء على معاناة سكان القطاع للوصول لأحبائهم المدفونين تحت الأنقاض نتيجة العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل ضد حركة حماس منذ نحو خمسة أشهر.

وقالت الصحيفة إن غزة تحولت لمقبرة تصل مساحتها لأكثر من 225 كيلومتر مربع، فيما تواصل العائلات وعمال الإنقاذ البحث في المباني المدمرة عن الأصدقاء والأقارب المفقودين، باستخدام أدوات بدائية وأحيانا كثيرة بواسطة الأيدي فقط.

تشير أحدث تقديرات وزارة الصحة التابعة لحماس إلى أن عدد الأشخاص المفقودين في غزة وصل لحوالي 7000 شخص. 

لكن هذا الرقم لم يتم تحديثه منذ نوفمبر، إذ يقول المسؤولون في غزة وعمال الإغاثة إن آلافاً آخرين قد أضيفوا على الأرجح إلى هذه الحصيلة في الأسابيع والأشهر التي تلت ذلك.

جرى دفن البعض على عجل بحيث لا يمكن إحصاؤهم، فيما يرقد آخرون متحللين في العراء، في أماكن خطرة للغاية لا يمكن الوصول إليها، وفقا للصحيفة.

وتضيف الصحيفة أنه وبعد كل غارة جوية، يتجمع حشد صغير من رجال لإنقاذ أفراد أسر وجيران تحت الأنقاض للبحث عن ناجين محتملين، لكن الآمال تتضاءل بسرعة لإنه في العادة يتم العثور على الأشخاص الذين يبحثون عنهم ميتين تحت الحطام، بعد أيام أو أسابيع أو حتى أشهر.

في مقاطع منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي راجعتها الصحيفة، يظهر في أحدها أب يتسلق تلة من بقايا أنقاض قطع خرسانية وهو يصرخ موجها كلامه لابنته على ما يبدو قائلا: “لا أستطيع سماعك يا حبي”.

يواصل الرجل النحيب وهو يضرب بمطرقته على قطع الخرسانة مرارا وتكرارا قبل أن ينهار: “سلمى ألم أقل لك أن تعتني بأختك؟”.

وفي مقطع آخر يظهر رجل آخر وهو جالس على كومة ركام أخرى يبحث عن زوجته وأولاده، رهف، 6 أعوام، وعبود، 4 أعوام وهو يصرخ بصوت عال: “رهف ماذا فعلتي لتستحقي هذا؟”.

وفقا للصحيفة فقد سلمت معظم العائلات بأن المفقودين تحت الأنقاض لقوا حتفهم، في وقت تسبب فيه القصف المستمر وتبادل إطلاق النار والغارات الجوية في جعل عمليات البحث أكثر خطورة.

تشير الصحيفة إلى أن عمليات البحث والإنقاذ مستحيلة من دون توفر آلات ثقيلة أو وقود لتشغيلها، وفي كثير من الأحيان، لا يتوفر أي منهما.

تخضع غزة لحصار منهك تفرضه إسرائيل ومصر بشكل مشترك منذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007.

كما أن أنواع المعدات المستخدمة عادة لإنقاذ الناس بعد الزلازل وغيرها من أحداث الدمار الشامل ممنوعة إلى حد كبير من دخول القطاع.

في جميع أنحاء غزة لا يوجد سوى حفارتان فقط متاحتان لهذه المهمة وفقا لأحمد أبو شهاب، وهو عامل في الدفاع المدني في القطاع، ومن دونها يعتمد رجال الإنقاذ على المجارف والمثاقب وأيديهم وهي مهمة شبه مستحيلة.

في الخريف الماضي، قال أبو شهاب إنه كان جزءا من فريق استخدم الجرافات والحفارة لانتشال عشرات الأشخاص من تحت أنقاض منزل مكون من ثلاثة طوابق.

استغرق الوصول إلى الأشخاص الموجودين في الداخل 48 ساعة، لكن بحلول ذلك الوقت كانوا جميعا قد ماتوا، وفقا لأبو شهاب.

واندلعت الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر نتيجة هجوم غير مسبوق شنه مسلحو حماس من قطاع غزة على جنوب إسرائيل أودى بما لا يقل عن 1160 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب أرقام إسرائيلية رسمية.

وردا على ذلك، تواصل إسرائيل شن عملية عسكرية أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من ٣٢ ألف شخص في غزة معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.

ودفعت الحرب 2,2 مليون شخص إلى شفير المجاعة وثلاثة أرباع السكان في القطاع المدمر إلى النزوح، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *