وسواء تمت إقالة ريزنيكوف (58 عاما) من وزارة الدفاع أو قدم استقالته إلى رئيس البرلمان، بحسب تدوينة للوزير السابق على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، فإن للقرار دلالات بحسب خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، بعضها مرتبطة بالهجوم المضاد والآخر مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا.
فضيحة التعاقدات
في يناير الماضي، شن الرئيس الأوكراني حملة إقالات بجانب تقديم عدد من المسؤولين لاستقالتهم بعد كشف قضايا فساد بملايين الدولار تخص المؤسسة العسكرية شملت أرقاما متضاربة في عقود توريد ودعم لوجيستي للقوات على الجبهات.
في تلك الزاوية، يقول ماتيوشين فيكتور، المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن قرار استبعاد وزير الدفاع سواء كان إقالة أو استقالة، يُعد طبيعيا بعد سلسلة الفساد التي تم كشفها في الفترة الماضية رغم عدم مشاركته فيها ولكنه يُعد مسؤولا ضمنيا عن تلك التجاوزات نظرا لمنصبه.
ويُضيف ماتيوشين فيكتور، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن وزير الدفاع المُقال بحسب الرئاسة، دفع ثمن تجاوزات نائبه فياتشيسلاف شابوفالوف الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة أثناء كشف الفساد مطلع العام.
ويؤكد فيكتور أن التوقيت الخاص بالقرار يُعد مناسبا قبل دخول المعارك فصل الشتاء الذي يحتاج إلى تكتيكات خاصة نظرا للطبيعة الجوية والأراضي الموحلة، كما أنها ستساعد في تجديد الدماء بالوزارة لا سيما أن وزير الدفاع منصب سياسي أكثر منه عسكري.
وتُعد إقالة وزير الدفاع أولكسي ريزنيكوف من منصبه أكبر تغيير في صفوف القيادات الأوكرانية منذ بدء الحرب، إلا أنه ليس التغيير الوحيد أو الأول. ففي أغسطس الماضي، قرر زيلينسكي إقالة جميع المسؤولين عن التجنيد العسكري في كل مناطق البلاد في إطار محاربة نظام فساد مستشر ويستغله مجندون للفرار من الخدمة.
كبش فداء
قام زيلينسكي في الآونة الأخيرة وخلال العام الجاري، خصيصا بعزل عدد كبير من قيادات الصف الأول في الجيش الأوكراني، وهذا الأمر يؤكد أن رئيس البلاد متمسك بقراراته الفردية، بحسب الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية، ديميتري فيكتوروفيتش.
ويوضح فيكتوروفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن زيلينسكي فشل في إدارة الأزمة في أوكرانيا بعد أن أدخل بلاده في نفق مظلم بالحرب ضد روسيا لمصلحة الغرب في المقام الأول، وذلك نتيجة لقلة خبرته وتمسكه بالقرارات الفردية وهو على سدة الحكم، الأمر الذي نتج عنه اندلاع أزمات متكررة ما بينه وبين قيادات الدولة.
ويضيف أن الإقالة تأتي نتيجة لاقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية والمقرر لها دستوريا مارس 2024، وزيلينسكي أصبح في خانة البحث عن حلفاء داعمين له لكي يتمكن من الجلوس على كرسي الحكم لفترة رئاسية قادمة.
ويوضح ديميتري فيكتوروفيتش، دلالات إقالة وزير الدفاع الأوكراني ريزنيكوف وتعيين أوميروف في النقاط التالية:
- تتزامن الإقالة مع فشل الهجوم المضاد الذي لم يحقق النجاحات المرجوة خلال 3 شهور من القتال.
- أوميروف لعب دورًا في المباحثات الخاصة باتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وهو ما تعول عليه دول الغرب وأوكرانيا وتريد إنجازه.
- الحديث المتكرر عن فساد واسع في أروقة وزارة الدفاع الأوكرانية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
- وجود أوميروف ضمن فريق التفاوض سابقًا مع روسيا يستهدف من خلاله فلوديمير زيلينسكي تقديم رسالة أنه لن يكون هناك تفاوض.