وضعت السلطات الصحية في إسرائيل مبادئ توجيهية لاستقبال الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم من غزة خلال الأيام المقبلة شملت الرعاية الطبية الجسدية والصحة العقلية بالإضافة إلى كيفية تعامل الجنود الإسرائيليين مع الرهائن منذ الإفراج عنهم وحتى وصولهم المستشفيات، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إنه في وقت مبكر بعد هجوم حماس، بدأت وزارة الصحة ووزارة الرعاية الاجتماعية في إعداد بروتوكولات لعلاج الرهائن المفرج عنهم.
ويستعد الأطباء والعاملون في مجال الصحة العقلية لاستقبال الرهائن ويأملون بأن يتمكنوا أخيرا من استخدام المبادئ التوجيهية، وفق الصحيفة.
وقال المدير العام لوزارة الصحة، موشيه بار سيمان-توف، في مؤتمر صحفي، الأربعاء: “نحن نتدرب ومستعدون لأي سيناريو”.
وقالت الصحيفة إنه بعد أن تُسلِّم حماس الرهائن الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر، سيتم نقلهم إلى ممثلي الجيش الإسرائيلي عند معبر رفح الحدودي.
وبعد إجراء الفحوصات الأولية، سيتم إرسال الرهائن إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية الستة: مركز سوروكا الطبي، مركز شيبا الطبي، مركز ولفسون الطبي، مستشفى إيخيلوف، مركز شامير الطبي أو مركز شنايدر الطبي للأطفال.
وسيحدد الطاقم الطبي من وزارة الصحة المكان الذي ستذهب إليه كل رهينة تم إطلاق سراحها. ولن يتم فصل الأمهات والأطفال. كما سيتم إخطار أفراد أسر الرهائن المقربين بالمكان الذي يتم نقل أحبائهم إليه وسيتم لمّ شملهم معهم هناك.
وسيتم استقبال الرهائن وعائلاتهم في مناطق منفصلة مخصصة للمستشفيات حتى يتمكنوا من التمتع بالخصوصية. كما سيتم إجراء جميع التقييمات الطبية في هذا المجال، بعيدا عن المرضى والموظفين الآخرين.
وقالت الصحيفة إنه لن يسمح لوسائل الإعلام بالوصول إلى الرهائن وأسرهم في البداية.
وتم تجميع الملفات الطبية لكل من الرهائن باستخدام المعلومات التي تم جمعها من منظمات الحفاظ على الصحة الإسرائيلية.
وحالما يتأكد تسليم الرهائن إلى إسرائيل، سيتم الإفراج عن سجلاتهم الطبية السرية إلى المستشفى المعني.
وقدمت وزارة الرفاه والضمان الاجتماعي تعليمات للجيش الإسرائيلي تضمن توفير أفضل رعاية ممكنة للرهائن المفرج عنهم قبل وصولهم إلى المستشفيات.
وقد نصح الجيش بتعيين جندي واحد لمرافقة كل طفل أو عائلة.
وتنص التعليمات، وفق الصحيفة، أنه يجب على الجنود التعريف بأنفسهم والتحدث بشكل مطمئن إلى الأطفال.
وتنقل الصحيفة أن التعليمات تنص أيضا “إذا طرح الأطفال أسئلة مثل، ‘أين أمي؟’ أو ‘أين أبي؟’ يجب على الجنود ألا يجيبوا على هذه الأسئلة، حتى لو كانوا يعرفون الإجابات”، وفق إرشادات وزارة الرفاه.
يجب أن يكون الرد على غرار ، “أنا آسف حبيبتي، لا أعرف. وظيفتي هي أن أوصلك إلى إسرائيل إلى مكان آمن حيث يمكن للأشخاص الذين تعرفهم الإجابة على جميع أسئلتك”، وفق تقرير الصحيفة.
وقد أصدرت وزارة الصحة تعليمات للأطباء بالبحث عن أي علامات للتعذيب أو الاغتصاب أو جرائم الحرب الأخرى وتوثيقها. وإذا تم الكشف عن أدلة على الاغتصاب أو تحدثت الرهينة عن ذلك، ينبغي إحضار المهنيين المناسبين لتقييم ما إذا كان من الممكن إجراء مقابلة مع الضحية وجمع الأدلة دون تكرار الصدمة.
ومن بين البروتوكولات التي وزعتها وزارة الصحة وثيقة مفصلة حول التغذية السليمة للرهائن المفرج عنهم، الذين من المفترض أن يعودوا إلى إسرائيل وهم يعانون من سوء التغذية.
وتشمل التعليمات أيضا التعامل مع الأطفال، وفق ما نقلت صحيفة “هآرتس” التي تشير في تقرير لها إلى أن إسرائيل وضعت توصيات لاستقبال الأطفال الذين كانوا رهائن.
وتتضمن الوثيقة تعليمات لأفراد الأمن الذين يقومون بالاتصال الأولي مع الأطفال: يطلب منهم تقديم أنفسهم بالاسم، والتركيز على الأسئلة المتعلقة بحالتهم البدنية.
وأوعزت وزارة الصحة إلى تشكيل طواقم مخصصة تضم أطباء أطفال وأطباء نساء وأخصائيين في الطب الشرعي لرعاية النساء والأطفال العائدين إلى إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الصحة: “هذه فرق ماهرة خضعت لتدريب مكثف في الطب الشرعي وجمع الأدلة القانونية”.
وستكون الفرق المختارة بعناية، والتي تضم متخصصين في الصحة العقلية، على أهبة الاستعداد لمساعدة أولئك الذين يحتاجون إليها. وفي بعض الحالات، تقرر أن يكون جميع الموظفين أو معظمهم من النساء، وفي بعض الحالات لم يتم توفير موظفين ناطقين بالعربية، وفق “هآرتس”.
وتبدأ هدنة إنسانية في غزّة صباح الجمعة على أن تليها عملية الإفراج عن دفعة أولى من الرهائن المدنيين لدى حركة حماس بعد الظهر، على ما أعلنت قطر الخميس، بينما أكدت حركة حماس مبادلة رهائن إسرائيليين بأسرى فلسطينيين.