بعث حزب الله اللبناني رسائل إلى رؤساء مستوطنات شمال إسرائيل، الثلاثاء، أبلغهم فيها بأن سكان هذه المستوطنات لن يعودوا لمنازلهم إلا بعد وقف العدوان على قطاع غزة، وحذرهم فيها من الوهم الذي يبيعه لهم قادتهم بهذا الخصوص.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن تلك الرسائل بعثها حزب الله مباشرة عبر تطبيق المراسلات الفورية “واتساب” إلى عدد من رؤساء المستوطنات، من بينهم رئيس مجلس “ماروم هجليل” الإقليمي، عمير سوفر.
وجاء في إحدى تلك الرسائل: إلى مستوطني الشمال، يجب أن تفهموا أنه لن يتغير شيء هنا في الشمال بعد الأول من سبتمبر/أيلول المقبل إذا لم يتوقف العدوان على غزة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت أمس الاثنين على خطة لإعمار المستوطنات والبلدات التي تضررت في الشمال جراء الحرب، بقيمة 7 مليارات شيكل (1.9 مليار دولار).
وبحسب الخطة، ستقوم وزارة التعليم الإسرائيلية ببدء التحضير لاستئناف العملية التعليمية هناك في العام الدراسي المقبل الذي يبدأ مطلع سبتمبر/أيلول 2024.
وجاء في رسالة أخري لحزب الله: إلى مستوطني الشمال، يجب أن تفهموا أننا استهدفنا فقط المنازل التي كان يختبئ فيها جنودكم؛ إذا لم تطلبوا من حكومتكم وقف العدوان على غزة، فلن يبقى هناك منازل للعودة إليها.
وورد في رسالة ثالثة تلقاها سوفر: إلى مستوطني الشمال المعادلة الوحيدة هي وقف العدوان على غزة ما يعني عودتكم إلى الشمال.
وجاء في رسالة رابعة: إلى مستوطني الشمال (وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف) غالانت يبيعكم الأوهام عندما يعد بإخراج حزب الله من شمال نهر الليطاني. عليكم أن تتعايشوا مع الواقع، نحن هنا إلى الأبد.
ونهر الليطاني هو نهر يمر في جنوب لبنان بموازاة الحدود مع إسرائيل ويبعد عن هذه الحدود بمسافات تتراوح بين 5 كيلومترات و45 كيلومترا. وفي الفترة الأخيرة، هدد قادة إسرائيل بشن حرب شاملة على لبنان ما لم يبتعد مقاتلو حزب الله عند الحدود إلى شمال النهر.
تعليق إسرائيلي
وتعليقا على رسائل حزب الله، قال رئيس مجلس ماروم هجليل الإقليمي “حزب الله لا يخيفنا، الكرة ليست في أيديهم، بل في يد الحكومة الإسرائيلية وسياساتها”، على حد ادعائه.
وأضاف في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية: سبق أن قلنا عدة مرات إننا نتحلى بالصبر. لكن لا ينبغي للحكومة أن تفسر صبرنا على أنه موافقة على وضع ينهار فيه الاقتصاد ويفقد الشمال سكانه.
وتابع “أتوقع من الحكومة إعادة الأمن إلى الشمال، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها تحسين نوعية الحياة هناك”.
من جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن عددا آخر من رؤساء المستوطنات وصلتهم رسائل مماثلة من حزب الله، من بينهم رئيس المجلس الاستيطاني ماتيه آشر موشيه دافيدوفيتش وهو أيضا رئيس ما يسمى تجمع بلدات خط المواجهة.
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية الخاصة، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة من إسرائيل.
وبينما لم يؤكد حزب الله أو ينفي صحة إرساله هذه الرسائل إلى رؤساء مستوطنات شمال إسرائيل، نقل حسابه على منصة تليغرام الأخبار التي نشرها الإعلام الإسرائيلي بهذا الخصوص.
وفي السياق ذاته، قال حزب الله إنه استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين في محيط موقع الراهب وأوقع فيهم إصابات مؤكدة.
خسائر إسرائيلية
من جانب آخر، اعترفت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن 930 منزلا ومبنى تعرضت للضرر في 86 بلدة شمال إسرائيل منذ اندلاع المواجهة مع حزب الله.
وأوضحت الوزارة أن 130 منزلا من أصل 155 في كيبوتس المنارة تعرضت للدمار إثر قصف صاروخي من جنوب لبنان. وذكرت أن 124 منزلا في مدينة كريات شمونة تعرضت لأضرار.
يذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد توترا أمنيا وتبادلا لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غداة إطلاق إسرائيل عدوانها على قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فورا، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.
كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.