احتشد عدد من أقارب الرهائن الإسرائيليين، ونصبوا الخيام، مساء الأحد، أمام مقر إقامة بنيامين نتانياهو، لمطالبته بإبرام اتفاق عاجل لتأمين إطلاق سراحهم، فيما تظاهر المئات في تل أبيب أمام مقر هيئة الأركان.
وشدد نتانياهو الذي يواجه ضغوطا متزايدة بشأن إدارة ملف الرهائن، على استمرار الحرب حتى تحقق أهدافها، وأشار إلى رفضه شروط حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، واصفا إياها بـ”شروط الاستسلام”.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، خلال لقائه بعائلات رهائن، إن المعارك في خان يونس في ذروتها، وإن هناك علامات تشير إلى الاقتراب من المناطق الأكثر حساسية لحماس.
وأكد أن هذا سيقرب إسرائيل من تحقيق هدفيها الرئيسين للحرب، وهما تدمير حماس وإعادة المحتجزين، حسبما نقل مراسل الحرة بالقدس.
وفي الاحتجاج بالقرب من مقر إقامة نتانياهو، الأحد، قال عن جلعاد كورنبلوم، والد رهينة مختطف في غزة، قوله:”نطلب من حكومتنا أن تستمع وتجلس إلى طاولة المفاوضات وتقرر ما إذا كانت ستقبل بهذا الاتفاق أو أي اتفاق آخر يناسب إسرائيل”.
من جهتها، حثت أورين غانتس، والدة إيدين زكريا (28 عاما)، التي قتلت خلال اختطافها في غزة حماس، رئيس الوزراء وحكومة الحرب على “التخلي عن الأنا”.
وقالت حسبما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل: “ابنتي لم تمت فقط، بل ماتت أمام أعيننا”.
من جهتها، قالت شاي بنيامين، ابنة رون بنيامين (53 عاما)، الذي تم اختطافه بالقرب من كيبوتس بئيري، إنها سئمت من استجداء الحكومة من أجل عودة الرهائن وتطالب الآن بالتوصل إلى اتفاق.
وتابعت: “نسمع طوال الوقت عن المزيد من المختطفين الذين قتلوا وكأننا في لعبة الروليت الروسية. لا أستطيع الانتظار كل يوم لمعرفة أي من الرهائن تم إعدامه”.
وصرح جون بولين والد أحد الرهائن “لدينا جميعا كمواطنين عقدا مع البلد، نخدم البلد وندفع ضرائبنا ونرسل أولادنا لخدمة البلد. لقاء هذه الخدمة وهذه الضرائب، نتوقع من الحكومة أن تضمن أمننا”.
وتابع في حديثه لفرانس برس: “في صباح السابع من أكتوبر، تخلت هذه الحكومة ورئيس الوزراء هذا عنا تماما.. نطلب من الحكومة أن تقوم بدورها، أن تقترح اتفاقا، أن تنفذه بصورة جيدة وتعيد الرهائن المتبقين أحياء”.
وأكد نتانياهو، الأحد، رفضه شروطا قدمتها حماس، لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن تتضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وبقاء الحركة على رأس السلطة في غزة.
وقال نتانياهو، في بيان “مقابل الإفراج عن رهائننا، تطالب حماس بوقف الحرب وانسحاب قواتنا من غزة والإفراج عن جميع القتلة .. إذا قبلنا بذلك، فقد سقط جنودنا سدى. إذا قبلنا ذلك، فلن نتمكن من ضمان أمن مواطنينا”.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن الولايات المتحدة وقطر ومصر، الدول التي لعبت دور الوساطة في التوصل إلى هدنة في نوفمبر، تسعى لإقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على خطة تسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل انسحاب إسرائيل من القطاع.
ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات منفصلة، الاثنين، مع نظيريهما الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، والفلسطيني رياض المالكي، لبحث آفاق تسوية سلمية للنزاع.
واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.
وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا نقلوا إلى قطاع غزة، حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مركز وعمليات برية باشرتها في 27 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 25105 شخص معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
وفي اليوم الـ108 من الحرب، يبقى الوضع الإنساني والصحي حرجا بحسب الأمم المتحدة في القطاع، حيث نزح ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص، يمثلون أكثر من 80 بالمئة من السكان هربا من القصف والمعارك.