“فوضى” في دبي غداة تساقط أمطار قياسية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

طالما حاولت الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، تجنب اتخاذ موقف بشأن المنافسات الجيوسياسية الأميركية خلال السنوات الأخيرة، فالتزمت الحياد إلى حد كبير في حرب أوكرانيا وبنت علاقات مع الصين، لكن حينما جاء الدور على الصراع بين إسرائيل وإيران، أصبح من الصعب الحفاظ على موقف متوازن أو محايد، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

وذكرت الصحيفة أن المواجهة بين إسرائيل وإيران كشفت صعوبة حفاظ الإمارات والسعودية على “توازن دقيق” بين إيران منافسهما الرئيسي في المنطقة من جانب، والولايات المتحدة الحليف الأمني الأهم لهم، وإسرائيل من جانب آخر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب، أن البلدين “شاركا معلومات استخباراتية ساهمت في الرد الدفاعي الناجح” على الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، الأحد.

إلى جانب الأردن.. هل ساهمت دول عربية في صد الهجوم الإيراني على إسرائيل؟

ساهمت دول عربية إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى، في صد الهجوم الإيراني على إسرائيل، إذ جرى إسقاط الصواريخ قبل أن تصل إلى المجال الجوي الإسرائيلي، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

لكن على الجانب الآخر، أكد المسؤولون أن البلدين “لم يصلا إلى حد منح واشنطن كل ما تريده، ومنعا الولايات المتحدة وإسرائيل من استخدام مجالهما الجوي لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة”.

السعودية.. موقف “أكثر تعقيدا”

أشارت “وول ستريت جورنال” إلى أنه في ظل تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة بقوة، فإن “من المرجح أن تجد دول الخليج نفسها أمام خيارين.. إما السماح للقوات الأميركية بشن هجمات من قواعد في بلدانها والمخاطرة بانتقام إيراني، أو استرضاء طهران والبقاء على الهامش، كما فعلت بشكل كبير منذ هجمات السابع من أكتوبر التي أدخلت الشرق الأوسط في حالة من الاضطراب”.

ومنذ الهجوم الإيراني على إسرائيل، دعت الإمارات إلى ضبط النفس وضرورة العمل على تحقيق الاستقرار عبر الدبلوماسية.

خلف الكواليس.. إسرائيل توجه “رسائل” لدول عربية بشأن “الرد على إيران”

 وجهت إسرائيل رسائل من وراء الكواليس إلى الدول العربية في المنطقة، مفادها أنها لن ترد على الهجوم الإيراني بما يعرضها أو يعرض أنظمتها للخطر، بحسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء.

أما بالنسبة للسعودية، فأشارت الصحيفة إلى أن موقفها “أكثر تعقيدا”، وذلك في ظل الجهود الرامية إلى إبرام اتفاق مع تطبيع مع إسرائيل يضمن للمملكة الحصول على التزامات أمنية من الولايات المتحدة ودعمها في برنامجها النووي، وهي جهود تراجع زخمها مع الحرب في غزة.

وقال المسؤول السابق في البنتاغون والزميل بمركز تشاتام هاوس، بلال صعب: “في غياب التزام دفاعي من الولايات المتحدة، سيبذلون أقصى جهودهم للحد من تعاونهم (مع واشنطن) وإخفائه عن إيران”.

كما أشار مسؤولون دفاعيون أميركيون وعرب للصحيفة، إلى أن السعودية والإمارات “رفضتا في وقت سابق هذا العام المشاركة علنا في تحالف بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، بجانب رفضهم مع الكويت، قيام واشنطن بشن هجمات ضد الحوثيين من قواعد على أراضيهم”.

تقليص مجال المناورة

وقالت “وول ستريت جورنال”، إن “الدول الخليجية لا ترغب بأن ينظر إليها سكانها على أنها “تدعم إسرائيل والولايات المتحدة” في ظل الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من 6 أشهر.

من جانبهم، أوضح مسؤولون عرب أنه حال انخراط الولايات المتحدة بشكل أعمق في الأسابيع المقبلة في مواجهة مباشرة مع إيران، فإن “من المرجح أن تجد الحكومات العربية مجال مناوراتها يتقلص”، وفق الصحيفة.

التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تتحرك

تبذل دول الخليج قصارى جهودها الدبلوماسية لإبعاد شبح توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، في محاولة لحماية أمنها وسياساتها الاقتصادية الطموحة المهددة، خصوصًا بالتصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، وفق محللين.

كما نقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين سعوديين، أن “إيران أطلعت مسؤولي دول الخليج على الخطوط العريضة لخطتها قبل الضربات على إسرائيل، حتى تتمكن تلك الدول من حماية مجالها الجوي”.

لكن “تم تمرير تلك المعلومات إلى الولايات المتحدة، مما منحها وإسرائيل تحذيرا قويا، وهو ما يبرز أهمية تقارب الرياض وطهران”، حيث أعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية بعد سنوات من القطيعة بوساطة صينية.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي بارز قوله، إن التصعيد الحالي يُعرّض خطط ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لتحويل اقتصاد المملكة (بعيدا عن الوقود الأحفوري) إلى “خطر أكبر”، مضيفًا أن الأمير “يدرك أن دول الخليج ستكون أكثر المتضررين من توسع نطاق الحرب”.

الإمارات وسياسة “عدم التورط”

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، أن أبوظبي “ستعمل على الحفاظ على العلاقات مع إيران وإسرائيل حتى وإن كانت تعتبر البلدين يمارسان أعمالا مزعزعة للاستقرار”.

وتابع للصحيفة: “الطريقة الأكثر حكمة حاليا هي الابتعاد عن كل شيء، والتركيز على مصلحتها الوطنية وأمنها.. لا نريد التورط بطريقة أو بأخرى”.

وبعد الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، أصدرت الخارجية الإماراتية بيانا، الأحد، دعت فيه إلى “وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة”.

وكانت إيران قد نفذت، ليل السبت/الأحد، هجوما مباشرا غير مسبوق على إسرائيل باستخدام أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ كروز وأخرى باليستية، ردا على الهجوم الذي وقع في الأول من أبريل على قنصليتها في دمشق وحملت إسرائيل مسؤوليته، دون أن تقر الأخيرة به.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه “اعترض 99 في المئة” من الصواريخ بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، وإن الهجوم لم يتسبب سوى بأضرار طفيفة طالت قاعدة عسكرية في جنوب البلاد.

وتعهد مسؤولون إسرائيليون بالانتقام من إيران، فيما رأى آخرون ضرورة خفض التصعيد.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *