وجدت صحيفة “جويش كرونيكل” البريطانية نفسها في قلب عاصفة إعلامية، بعدما اضطرت لحذف سلسلة مقالات مثيرة للجدل نشرها الكاتب الإسرائيلي إيلون بيري، زعم فيها امتلاكه وثائق “حصرية” تكشف نية قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، الهروب إلى إيران برفقة رهائن إسرائيليين عقب هجمات 7 أكتوبر.
لكن لم تمر ساعات على النشر، حتى بادرت وسائل إعلام إسرائيلية وجيش الاحتلال إلى نفي الرواية جملة وتفصيلاً، ووصفتها بـ”المفبركة”، ما فجر موجة من الانتقادات داخل بريطانيا وخارجها، وأدى إلى استقالات لعدد من كبار كتّاب الصحيفة احتجاجًا على انهيار المعايير المهنية، وتحت وطأة الضغوط، فتحت “جويش كرونيكل” تحقيقًا داخليًا انتهى بحذف جميع مقالات “بيري”، وسط تشكيك متزايد في مؤهلاته وخلفيته، بما في ذلك ادعاؤه أنه أستاذ جامعي في تل أبيب. ولم تكتفِ العاصفة بذلك، بل أعلنت شخصيات صحفية بارزة مثل جوناثان فريدلاند وديفيد آرونوفيتش استقالتهما، متهمين الصحيفة بالانجراف السياسي وتراجع المهنية.
في المقابل، ورغم أن منظمة معايير الصحافة المستقلة في بريطانيا لم تفتح تحقيقًا رسميًا حتى الآن، إلا أنها وضعت الصحيفة تحت رقابة صارمة، مطالبة بتقارير دورية عن جودة ومصداقية محتواها، في خطوة نادرة تعكس مدى التآكل الذي أصاب ثقة الجمهور في بعض المؤسسات الإعلامية الغربية.
