فرنسا قد تخسر “ثروة كبيرة”.. ماذا يحدث في “جزيرة النيكل”؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

وأفادت السلطات الفرنسية في كاليدونيا الجديدة ووزارة الداخلية في باريس أن أربعة أشخاص، من بينهم ضابط شرطة، قتلوا في أعمال العنف بعد احتجاجات هذا الأسبوع على إصلاحات انتخابية دفعت بها حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.

وأصيب نحو 60 من قوات الأمن واعتقل 214 في اشتباكات الخميس مع الشرطة، ووقعت حوادث حرق عمد ونهب، بحسب المفوض السامي لوي لو فران، كبير المسؤولين الفرنسيين في كاليدونيا الجديدة.

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، يوم الخميس، إن اثنين من شعب الكاناك، وهم من السكان الأصليين بالجزيرة، كانا بين القتلى الأربعة.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر الأربعاء فرض حال الطوارئ في كاليدونيا الجديدة.

وذكر الرئيس أيضا “بضرورة استئناف الحوار السياسي” في كاليدونيا الجديدة وفقا للبيان الذي صدر في ختام اجتماع أزمة حول هذه المنطقة التي استعمرتها فرنسا في القرن التاسع عشر وتشهد “تمردا” وفقا لممثل الدولة في الأرخبيل.

ماذا يحدث في كاليدونيا؟

تشهد كاليدونيا أعمال شغب غير مسبوقة، حيث أغلقت بعض الأحياء السكنية بالكامل، وأعلن عن حالة الطوارئ، وذلك احتجاجا على إصلاحات انتخابية يعارضها دعاة الاستقلال في الأرخبيل.

ويرفض المحتجون في كاليدونيا تعديلا دستوريا يسمح للوافدين الجدد إلى الإقليم بالتصويت في الانتخابات الإقليمية.

وعلى مدار عقود ظلت التوترات قائمة بين شعب الكاناك الذي يسعى للاستقلال، وأحفاد المستعمرين الذين يريدون أن يظلوا جزءا من فرنسا.

وقد أصبحت كاليدونيا التي تقع في المحيط الهادئ شرقي أستراليا ويسكنها حوالي 270 ألف نسمة فرنسية عام 1853 في عهد الإمبراطور نابليون الثالث.

ومنحت السلطات الجنسية الفرنسية لجميع أبناء شعب الكاناك عام 1957، كما تستضيف الجزيرة قاعدة عسكرية فرنسية.

 نشر الجيش في مرافئ ومطار كاليدونيا

وتتيح حالة الطوارئ للسلطات الفرنسية والمحلية في كاليدونيا الجديدة التعامل مع الاضطرابات من خلال السماح بالاحتجاز المنزلي لأشخاص تعتبر أنهم يشكلون تهديدا للنظام العام، وتوسيع صلاحيات تنفيذ عمليات التفتيش، ومصادرة الأسلحة، وتقييد الحركة، مع احتمال سجن المخالفين.

ونشرت قوات عسكرية فرنسية لحماية الموانئ والمطارات، وتعزيز جهود قوات الأمن للحد من العنف.             

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال، الأربعاء، نشر جنود “لضمان أمن” مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة فيما تم حظر شبكة التواصل الاجتماعي تيك توك.

وقال خلال افتتاح خلية أزمة وزارية مشتركة في وزارة الداخلية، “يتم نشر جنود من القوات المسلحة لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة”.

وأوضح أتال أن المفوض السامي للأرخبيل الفرنسي لوي لو فرانك الذي طلب تعزيزات من الجيش لحماية مطار نوميا، وقرر فرض “حظر تجول وحظر تيك توك”.

وأكد رئيس الوزراء أن حالة الطوارئ ستظل سارية لمدة 12 يوما على الأقل.

أين تقع كاليدونيا؟

كاليدونيا الجديدة أو كَلِدُنيَة الجديدة (بالفرنسية: Nouvelle-Calédonie)‏ هي تجمع خاص تابع لفرنسا يقع في أوقيانوسيا في جنوب غرب المحيط الهادئ على بُعد 1210 كم (750 ميلًا) إلى الشرق من أستراليا وعلى بُعد 16,136 كم (10,026 ميلاً) إلى الشرق من الأراضي الفرنسية.

تبلغ مساحة أراضي كاليدونيا الجديدة 18,576 كيلومتراً مربعاً (7,172 ميلاً مربعاً) ويتألف سكان كاليدونيا الجديدة من مزيج من شعب الكاناك (السكان الأصليون لكاليدونيا الجديدة) وسكان من أصول أوروبية (من الكالدوش وفرنسيو الأراضي الفرنسية) وشعوب بولينيزية (هم في معظمهم من الواليسيين) وسكان من جنوب شرق آسيا، إلى جانب أقليات ترجع جذورها إلى الأقدام السوداء وجزائريي المحيط الهادئ.

جزيرة النيكل

كاليدونيا الجديدة لها حوالي 25 % من النيكل العالمي المعروف. فقط مساحة صغيرة من الأرض مناسبة للزراعة، ويمثل الغذاء حوالي 20 % من الواردات. بالإضافة إلى النيكل، تحصل على دعم مالي كبير من فرنسا يساوي أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي، والسياحة هي إحدى مفاتيح الاقتصاد هناك. الاستثمار الجديد الكبير في صناعة النيكل اندمج مع تحسن أسعار النيكل العالمية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *