فرنسا تدعو لهدنة “مستدامة” في غزة.. وتلوح بالرد على هجمات الحوثيين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

دعت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترينا كولونا، الأحد، إلى ضرورة بدء “هدنة جديدة فورية ومستدامة” في قطاع غزة الذي يشهد حربا مستعرة بين إسرائيل وحركة حماس، محذرة في الوقت نفسه من أن الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر “لا يمكنها أن تبقى دون رد”. 

وعبّرت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، عن “قلق فرنسا البالغ” إزاء تطورات الأوضاع في القطاع، مشيرة إلى مقتل “الكثير من المدنيين”، ومشددة على ضرورة عدم نسيان ضحايا الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر.

كما حذرت كولونا جماعة الحوثي في اليمن، المدعومة من إيران، من استمرارها في شن هجمات في البحر الأحمر، والتي قالت الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية أو المتجهة لإسرائيل.

وقالت الوزيرة خلال زيارتها تل أبيب، إن “هذه الهجمات لا يمكنها أن تبقى دون رد”، مضيفة: “نحن ندرس عدة خيارات مع شركائنا، من بينها دور دفاعي”، لمنع تكرار ذلك.

وكانت شركتا “ميرسك” الدنماركية و”هاباغ-لويد” الألمانية للنقل البحري، قد أعلنتا، الجمعة، تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر، في ظل الهجمات التي ينفذها الحوثيون، على خلفية الحرب في غزة.

وفي الأسابيع الأخيرة، كثف الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجيا للنقل البحري إذ يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا وتمر عبره 40 بالمئة من التجارة الدولية.

وأسقطت سفن حربية أميركية وفرنسية كانت تقوم بدوريات في المنطقة صواريخ ومسيّرات عدة.

والجمعة، قال الحوثيون إنه “لن يتم استهداف السفن قبالة اليمن إذا استجابت لتوجيهاتهم”، لكن السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية “ستمنع من الإبحار في البحر العربي والبحر الأحمر حتى دخول الغذاء والدواء التي يحتاج إليها إخواننا في غزة”.

“دور مهم لمنع اندلاع حرب في لبنان”

من جانبه، شدد كوهين على موقف الحكومة الإسرائيلية، الذي يعتبر أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار “خطأ” و”هدية لحماس” التي تسيطر على قطاع غزة.

كما ركز على الأوضاع شمالي إسرائيل، وقال إن فرنسا بإمكانها “لعب دور مهم” لمنع اندلاع حرب في لبنان، في ظل القصف المتبادل عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وقال: “ليس لدى (إسرائيل) أي نية لفتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا”.

ولفت كوهين إلى أن أكثر من 50 ألف إسرائيلي نزحوا من الحدود الشمالية مع لبنان، مضيفا: “علينا ضمان أمنهم ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم”.

ورأى أن “الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، هي إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني”، معتبرا أن “هناك طريقتين للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية وإما بالقوة”. 

وفي آخر المستجدات على الحدود مع لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن “قواته هاجمت بنية تحتية” لحزب الله اللبناني.

وأضاف البيان أن “الجيش رصد عددا من القذائف أطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة عرب العرامشة وساسا، وقصفت قوات الجيش بالمدفعية مصادر النيران، كما تم رصد عدد من القذاف أطلقت من الأراضي اللبنانية ولم تجتز الأراضي الإسرائيلية”.

“اللاءات العشرة”.. نظرة على مواقف الدول تجاه قرار “غير ملزم” بشأن غزة

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة والإفراج الفوري عن الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وذلك بموافقة 153 عضوا مقابل رفض 10 أصوات فقط على رأسها الولايات المتحدة.

يذكر أن فرنسا كانت من بين الدول التي صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، لصالح قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، ووافقت عليه 153 دولة.

وكانت إسرائيل قد طالبت دول العالم إلى رفض التصويت لصالح القرار، لكن لم تمتثل إلا 9 دول فقط لدعوتها، فيما فضلت 23 دولة أخرى عدم التصويت، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا.

والسبت، دعا وزيرا خارجية بريطانيا، دافيد كاميرون، وألمانيا أناليا بيربوك، إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة، مع ضرورة إلقاء حركة حماس السلاح، وذلك في ظل سقوط الآلاف من المدنيين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية بالقطاع.

وأسفرت هجمات حركة حماس المصنفة على أنها منظمة إرهابية، على البلدات الحدودية جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر، عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة، إلى جانب العملية البرية التي انطلقت في 27 من الشهر ذاته، أدت إلى مقتل نحو 19 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لسلطات القطاع الصحية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *