قال الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية وسفير بريطانيا السابق لدى الأمم المتحدة جون ساورز إن على قادة إسرائيل أن يدركوا أن فكرة اجتياح قطاع غزة وتدمير حركة حماس ربما يكون بعيد المنال.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن لدى حماس قاعدة سياسية وجماهيرية كبيرة ودعما خارجيا واسعا من إيران، ولذلك من الأفضل أن يكون هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، على المدى الطويل تحقيق الاستقرار في غزة ومنع العنف من التحول إلى صراع إقليمي.
ووفقا لساورز، فإن حماس كانت تهدف من خلال هجومها “الوحشي” على إسرائيل غرس الخوف في قلوب الإسرائيليين، ولفت الانتباه إلى قضيتها وإثارة ردود فعل مبالغ فيها.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وأردف قائلا “لذلك يجب أن يراجع نتنياهو وحكومته الحربية خياراتهم بعناية أكبر، لأن حرب المدن صعبة ومعقدة، وهو ما شهدناه في حلب وماريوبول، حيث سويت المدينتان بالأرض لهزيمة القوة المتحصنة”.
وأضاف ساورز أن عملية تطهير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، والتي قادتها الولايات المتحدة الأميركية استغرقت 9 أشهر، وكلفت الآلاف من القتلى المدنيين، لافتا إلى أن إسرائيل ليس لديها ذلك الوقت، وأن جيشها يعرف أنه سيواجه مطالب بوقف إطلاق النار في وقت مبكر.
وأكد الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية أن أحد الخيارات التي يفكر فيها الإسرائيليون هو إغلاق قطاع غزة بأكمله بجدار مزدوج، يتكون من حاجز جديد على مسافة ما داخل أراضي غزة، بالإضافة إلى الجدار الحدودي الحالي، وإغلاق المعابر جميعها إلى إسرائيل.
وتابع “لكن هذا الحل يترك السؤال حول من سيدير غزة ومواطنيها، فليس لدى إسرائيل رغبة في احتلالها مرة أخرى، وكذلك لا تستطيع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية العودة للقطاع على ظهر الدبابات الإسرائيلية، كما أن مصر ترفض استيعاب 2 مليون لاجئ.
واقترح ساورز تشكيل إدارة دولية ما لقطاع غزة بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الأمم المتحدة فعلت ذلك من قبل في ناميبيا وكمبوديا والبوسنة وتيمور الشرقية.
وأضاف ستكون التحديات ضخمة وأي وجود من هذا القبيل يجب أن تقوده دول عربية مثل مصر والمغرب والمملكة العربية السعودية تكون مقبولة لدى إسرائيل، وتقف إلى جانب سكان غزة، كما يمكن للآخرين مثل باكستان وإندونيسيا ودول الخليج المساهمة.