أفادت مصادر محلية ووكالات إغاثة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يشهد تدهوراً خطيراً، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة وتفاقم معاناة نحو مليوني شخص، خاصة بعد مرور أكثر من شهر على قرار إسرائيل بقطع المساعدات الإنسانية عن القطاع.
ووفقاً لما نقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مدنيين في غزة، بالإضافة إلى تقارير من الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية، فإن الجوع ينتشر بشكل متسارع، مع تراجع كبير في فرص الحصول على المياه النظيفة، في ظل ظروف نزوح قاسية.
كما أشارت المصادر إلى أن البراغيث تنتشر في خيام النزوح المؤقتة، في مشهد يعكس تدهور البيئة الصحية والمعيشية. وتفاقمت المشاكل التي يعاني منها السكان خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، بسبب الهجوم الإسرائيلي المتجدد في مارس، والذي تخلله قصف وأوامر إخلاء لمناطق نزوح.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أوقفت إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية قبل الهجوم، بهدف الضغط على حركة حماس للإفراج عن رهائن وفرض شروط جديدة لتمديد وقف إطلاق النار.
ووفقاً للأمم المتحدة، أدى الهجوم الأخير إلى نزوح ما يقرب من 400 ألف فلسطيني من منازلهم. كما أعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الإثنين، أن ما لا يقل عن 1391 فلسطينياً، من بينهم 505 أطفال، قتلوا منذ 18 مارس، ما يمثل أعلى نسبة وفيات أسبوعية بين الأطفال في غزة خلال العام الماضي، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وفي تصريحات لشبكة “سي إن إن”، قال عاصم النبيه، المتحدث باسم بلدية مدينة غزة، إن أوامر الإخلاء الأخيرة دفعت المدنيين إلى التشرد في كل مكان، بما في ذلك الطرق الرئيسية، الحدائق العامة، قرب مكبات النفايات، وفي الساحات والمباني الآيلة للسقوط. وأضاف أن المياه لم تكن تصل إلى أكثر من 40٪ من المدينة حتى قبل أوامر الإخلاء الأخيرة، مشيراً إلى تراكم نحو 175 ألف طن من النفايات في أنحاء المدينة.
من جانبه، قال جوناثان ويتال، المسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن “حرباً بلا حدود” تدور حالياً في غزة. وفي تقرير صدر الجمعة، أكد المكتب أن القطاع يواجه خطراً متجدداً من الجوع وسوء التغذية، مشيراً إلى أن الحصار الكامل المفروض منذ شهرين أدى إلى توقف شبه كامل لتوزيع الدقيق، وإغلاق جميع المخابز المدعومة.