قالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة -اليوم الجمعة- ليندا توماس غرينفيلد إن تهديد القادة العسكريين السودانيين بإنهاء مهمة الأمم المتحدة في السودان أمر غير مقبول.
وأدانت غرينفيلد التهديد، في لقائها مع مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، مضيفة أن على قادة العسكر سحبه على الفور، لا سيما أن البعثة مهمة لضمان استمرار الأمم المتحدة في دعم الشعب السوداني، حسب تعبيرها.
وحثت غرينفيلد القادة العسكريين في السودان على البحث عن طريقة للعمل مع الأمم المتحدة لفتح الممرات الإنسانية لمرور المساعدات، وأن يمنحوا التأشيرات للعاملين في المجال الإنساني.
تحذير من التقسيم
على صعيد متصل، حذرت قوى الحرية والتغيير (التجمع السياسي المدني الرئيسي في السودان) من أن البلاد قد تنقسم وتنزلق إلى حرب أهلية طويلة الأمد إذا شكل جانبا الصراع العسكريان حكومتين متناحرتين.
وقالت قوى الحرية والتغيير -في بيان نشرته اليوم الجمعة عبر فيسبوك- إن تلويح طرفي الصراع بتكوين حكومة في مواقع سيطرتهما سيترتب عليه تفتيت البلاد وتقسيمها، مؤكدة رفضها التام لهذا الإجراء.
ويأتي بيان قوى الحرية والتغيير بعد أن هدد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بتشكيل سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته.
وأثار حميدتي -في رسالة صوتية صدرت أمس الخميس- احتمال أن تشكل قوات الدعم السريع حكومة في الخرطوم، محذرا من أن أي تحرك من جانب الجيش لتشكيل حكومة تصريف أعمال في بورتسودان سيؤدي إلى تقسيم البلاد.
وفي المقابل، كان مسؤول كبير في مجلس السيادة السوداني -الذي يرأسه عبد الفتاح البرهان– قال إن هناك حاجة إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال.
ومنذ اندلاع الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني يوم 15 أبريل/نيسان الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى مناطق في جنوب غرب السودان ووسطه.
وما زال الجيش يسيطر على أجزاء أخرى من البلاد تتضمن بورتسودان التي انتقل إليها بعض المسؤولين الحكوميين والوكالات الدولية.
وتسبب القتال بين الجانبين في أزمة إنسانية في السودان الذي أصبح عدد النازحين فيه أكبر من أي دولة أخرى، إذ تقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 4 ملايين شخص نزحوا منذ أبريل/نيسان وفر أكثر من مليون شخص آخرين إلى دول الجوار.