وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث تنكر جنود جيش الاحتلال بهيئة عمال إغاثة خلال عملية استعادة الأسرى بمخيم النصيرات في قطاع غزة بالضربة القاصمة والمدمرة للعمليات الإنسانية.
جاء ذلك بعدما نقلت شبكة “إيه بي سي” الأميركية عن مصدرين أمنيين إسرائيليين قولهما إن “القوات الخاصة الإسرائيلية تنكرت في هيئة لاجئين خلال عملية إنقاذ الرهائن (الأسرى) بالنصيرات”.
بدورها، استنكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني استخدام قوات إسرائيلية شاحنة مساعدات خلال عملية استعادة 4 أسرى، معتبرة ذلك جريمة حرب يمكن أن تعرّض سلامة العاملين بمجال الإغاثة للخطر.
وأشار غريفيث -خلال حديثه للجزيرة- إلى أنه في حال ثبتت تلك الاتهامات “فإنها مثيرة للقلق بالنسبة لنا”، واصفا الأمر بـ”الضربة القاصمة للعمليات الإنسانية في غزة”.
وأكد أن أي طريقة تدخل المساعدات إلى غزة بما فيها الميناء العائم الأميركي قبالة سواحل غزة مرحب بها، حيث جرى التعاقد وفق أنه لن تكون هناك مشكلة بين العمليات العسكرية، وتوزيع المساعدات وإيصالها لمستحقيها، مضيفا أن مبادئنا قائمة على الحياد والنزاهة وعدم التحيز.
لكنه استدرك بالقول إن الأمم المتحدة تقوم بتقييمها الأمني بحسب التطورات الميدانية، “وستتوقف إذا كانت أي عملية بشكل أو بآخر جزءا من المعركة”.
وشدد على ضرورة حماية أمن العاملين بالمجال الإنساني في ظل المأساة التي يعيشونها، منبها إلى أن عدد العاملين الذين قتلوا في غزة خلال الحرب أكثر 12 مرة ممن قتلوا في العالم بالسنوات الأخيرة الماضية.
مؤتمر عمّان
وبشأن مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة الذي عقد في الأردن اليوم الثلاثاء، كشف المسؤول الأممي أن رسالة المؤتمر ترتكز على ضرورة إيصال المساعدات لغزة، وفق ما يمليه القانون الإنساني الدولي.
وأوضح غريفيث أن “دولا كثيرة ومنظمات وجهت رسالة في مؤتمر البحر الميت بضرورة احترام القانون الإنساني في غزة”.
وشدد على ضرورة وجود نقاط عبور أكثر لقطاع غزة “حتى نتمكن من إيقاف المجاعة، وإغراق غزة بالمساعدات الإنسانية”.
وأكد -أيضا- على أهمية وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وفتح المعابر وإدخال الوقود “لجعل الناس يتنفسون”، مضيفا أن على إسرائيل كقوة احتلال “الالتزام بإيصال المساعدات إلى غزة”.
وكان مشاركون في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة قد طالبوا بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاضر، والضغط على إسرائيل لعدم استخدام سلاح التجويع ضد سكان القطاع، وأكدوا عدم وجود منطقة آمنة في غزة.
ويعقد مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة على شاطئ البحر الميت بتنظيم مشترك من الأمم المتحدة والأردن ومصر، وبحضور ممثلي 75 دولة، ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية، ويهدف إلى “تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة”، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني.