عودة الدراسة في ليبيا وتساؤلات عن طلبة درنة المنكوبة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

مع عودة الدراسة في كل أنحاء ليبيا، برز الجدل بشأن مصير طلبة المدارس في المناطق المتضررة جراء عاصفة دانيال التي ضربت مدن الشرق الليبي لا سيما درنة، مخلفة آلاف القتلى والمفقودين ودمارا واسعا بالمباني بما فيها المدارس.

فقد تفاعل الليبيون على منصات التواصل الاجتماعي مع أطفال مدينة درنة، بالتزامن مع استئناف الدراسة اليوم الأحد بعد توقفها 10 أيام بسبب كارثة السيول.

وبينما أعلنت السلطات عن تدابير حيال الطلبة في المناطق المتضررة، أيد ليبيون سير عجلة التعليم، في حين رفض البعض ذلك مشيرين إلى نزوح وتشرد عدد كبير من العائلات القاطنة بمدينة درنة.

تعليم بمناطق النزوح

وزير التعليم في حكومة الوحدة الوطنية موسى المقريف أعلن أن وزارته تعمل لعودة الدراسة في جميع ربوع البلاد حتى تلك المناطق المنكوبة، مؤكدا صدور تعليماتهم للمؤسسات التعليمية باحتواء الطلبة النازحين في المناطق التي انتقلوا إليها.

 

ويأتي هذا التوجه في أعقاب قرار بتشكيل لجنة تتولى إعداد الخطة الدراسية البديلة للعام الدراسي 2024-2023 للمناطق المتضررة في الشرق الليبي.

كما أعلن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة قبل أيام عن إصدار توصياته بفتح أبواب الجامعات والمعاهد العليا للطلبة النازحين وقبولهم، إضافة إلى فتح الأقسام الداخلية للدراسة أمام الطلبة في أي مستوى دراسي.

ورغم هذه التوجيهات، رأى ناشطون ليبيون أن الأمر أعقد بكثير ويتطلب مزيدا من الوقت بالنظر إلى تبعات الكارثة وما خلفته على الأسر وأبنائها، متسائلين عن الخطط لعودة الدراسة في درنة التي لن يتناسى أهلها حجم المأساة التي حلت بمدينتهم، إلى جانب الدمار الواسع الذي امتد إلى منشآت التعليم، في حين رأى البعض عدم منطقية إيقاف التعليم في البلاد ككل لأجل تضرر منطقة بعينها.

وفي وقت سابق، قال المدير العام لمصلحة المرافق التعليمية علي القويرح إن إجمالي المدارس المتضررة جراء السيول والفيضانات بالمنطقة الشرقية بلغ 114 مؤسسة، موزعة على 15 بلدية، مصنفة على حسب نوع الصيانة المطلوبة شاملة أو خفيفة.

وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أعداد النازحين من الأطفال في المناطق المنكوبة جراء العاصفة المدمرة بـ17 ألف طفل، من بين 43 ألفا و59 نازحا، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

إيواء النازحين

ولم تعلن أي حكومة من الحكومتين في ليبيا (حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من البرلمان) توفير مساكن بديلة للنازحين بفعل السيول، مما يجعل الانتقال لمدن أخرى بالنسبة لبعض الأسر المحدودة الدخل صعبا، وفق ناشطين، كما أن بعض المدارس بشرقي ليبيا استخدمت لإيواء العائلات التي فقدت منازلها جراء الكارثة.

وتقدر مصادر رسمية ليبية عدد المباني المدمرة بالكامل في درنة بـ891 مبنى، في حين تتواصل جهود الإنقاذ من فرق محلية وأجنبية للبحث عن المفقودين، لا سيما من جرفتهم السيول إلى البحر.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *