أعلنت رئاسة الوزراء في العراق أن الحكومة شكلت لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد، جاء ذلك بعد يوم من ضربة أميركية استهدفت قياديا بالحشد الشعبي في العاصمة بغداد.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اليوم الجمعة “إننا بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق”.
وأدت ضربة أميركية أمس إلى مقتل طالب علي السعيدي القيادي في حركة النجباء التي تنضوي ضمن فصائل الحشد الشعبي. وقال مسؤول في “البنتاغون” إن الولايات المتحدة “تواصل اتخاذ إجراءات لحماية قواتها في العراق وسوريا، ومن خلال معالجة التهديدات التي تواجهها”.
ولفت السوداني -خلال تشييع جثمان القيادي بحركة النجباء اليوم- إلى أن “العراق تربطه مع واشنطن اتفاقية شراكة إستراتيجية وعلاقات دبلوماسية، وبهذا تم خرق المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، وما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة من المساواة في السيادة بين الدول، وحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية” مضيفاً أن “العراق خسر رجلا كان همه طوال سنوات عمره أن يكون العراق حرا مستقلا”.
وأوضح السوداني أن المنطقة تعيش في وضع محتقن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي “بسبب السياسات العدوانية والإجرامية التي تمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة”.
وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري بالعراق ونحو 900 بسوريا في إطار ما تصفه بـ “مكافحة تنظيم الدولة” ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.
هجمات متواصلة
وأحصت واشنطن حتى الآن أكثر من 115 هجوما ضد قواتها في العراق وسوريا منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أيام من اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وفق حصيلة جديدة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي.
ونفذت الولايات المتحدة، الشهر الماضي، ضربات جوية في العراق ردا على هجوم بطائرة مسيرة نفذه مسلحون تمخض عن إصابة 3 جنود أميركيين أحدهم إصابته خطيرة.
وعلى صعيد متصل، أعلن مصدر في الحشد العشائري بالعراق اليوم أن انفجارا عنيفا هز ناحية البغدادي قرب قاعدة عين الأسد وتسبب بأضرار مادية مدنية، في إشارة لعزم واشنطن مواصلة هجماتها رغم التنديد العراقي الرسمي بتلك الهجمات.